+
أأ
-

الدكتورة اسمهان ماجد الطاهر تكتب: قراءة في أوراق القوة الأردنية والتوازن السياسي

{title}
بلكي الإخباري

الأردن يطل على ضغوط مركّبة تتطلب تحليلا جوهريًا دقيقًا، للظروف الراهنة، من أجل العمل على تحقيق التوازن بين الإصلاح الداخلي، والمؤثرات الخارجية، وحشد الجهود والقدرات الوطنية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية في ظل ما تشهده المنطقة من توترات . 

الأردن قوي وبيده الكثير من لأوراق " التي يمكن أن يستند عليها في دبلوماسية ذكية تُوظّف جميع عناصر القوة السياسية، والدور الإقليمي، لتعزيز النفوذ والتأثير السياسي. 

فدور الأردن التاريخي في المنطقة العربية والقضية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية تمثل التزام الأردن بدوره في إدارة وحماية المعالم المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. 

هذا الدور يعطي الأردن شرعية سياسية، ويضعه في قلب أي حل سياسي للقضية الفلسطينية،  لدعم حل الدولتين والمحافظة على المقدسات في القدس.

الأردن وطن مستقر ومعتدل ومقبول من خلال علاقاته المتوازنة مع القوى الإقليمية والدولية وهو شريكا موثوقا في مكافحة الإرهاب، حيث يمتلك جهاز استخبارات قوي، وقادر على التحكم بالعديد من الملفات الشائكة. 

ويصنف جهاز المخابرات العامة الأردنية ضمن الأجهزة الأمنية الأكثر تأثيرًا في المنطقة، سواء في جمع المعلومات أو في رصد أي احداث تمس الأمن القومي، ولها دور محوري كبير في استقرار المنطقة.

فالجهاز يمتلك شبكة مراقبة قوية وقدرات فائقة، مما يساهم في تحقيق أفضل أداء بتوقيت وحرفية يشاد بها، مما جعل الأردن حليف موثوق" في ملفات، اللاجئين، وفي مكافحة التطرف والإرهاب. 

كما أن الجيش الأردني يتمتع بسمعة عالية، وشارك في مهمة حفظ السلام، وهو من درب العديد من القوات من دول عربية وإفريقية، لما له من كفاءة وقدرة كبيرة في هذا المجال. وقد تمّت دعوته مرارًا للمساهمة في أمن الحدود ومكافحة التسلل والتطرف في الإقليم.

ومن أوراق القوة الأردنية، الاقتصاد المرن، القادر على التكيف، فرغم التحديات الاقتصادية، يُظهر الأردن قدرة على الصمود والاستجابة للأزمات، في ظل أصعب الظروف، مما يجعله مؤهل للشراكات الدولية، والتعاون مع المنظمات الدولية المختلفة.

ومن ضمن اهم أوراق القوة الموقع الجغرافي، حيث أن الأردن يستحق أن يكون مركزًا لوجستيًا، وبوابة تجارية بين الخليج وبلاد الشام.

أن فرصة التحول إلى مركز لوجستي وتجاري، قوية، حيث يمتلك الأردن بنية تحتية متطورة في التكنولوجيا المتقدمة، ويمكن أن يكون بوابة التجارة بين الخليج وبلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين)، خاصة في حال تحسن الأوضاع الأمنية. 

أن موقع الأردن مهما وحيوي لبناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد مع السعودية والإمارات، من خلال مشاريع استثمارية متنوعة، من أجل اقتصاد مستدام يعتمد على الذات، لا على المساعدات.


الأردن كان وما يزال قادرا على العمل على استثمار هذه الأوراق بذكاء وحنكة كبيرة، مما جعله اهلا لمواصلة لعب دور "الوسيط" الإقليمي المعتدل، رغم كل الضغوط والتحديات المحيطة. حمى الله الأردن ارضًا وقيادة وشعبا 

Asmahan _majed@outlook.com