المحامي مهند النعيمات. يكتب : تأمين السرطان في الاردن قرار صحي ام اعلان سيادي

سياسي وقانوني
في لحظة تتقاطع فيها التحديات الاقتصادية مع احتياجات الناس اليومية جاء قرار الحكومة الاردنية بتأمين علاج السرطان لاكثر من اربعة ملايين ومئة الف مواطن في مركز الحسين للسرطان ليس كخطوة ادارية عادية بل كموقف سياسي من العيار الثقيل
القرار لا يقاس فقط بعدد المستفيدين او بحجم التمويل بل يقرأ كمحاولة جادة لتصحيح خلل بنيوي طال نظام الحماية الصحية في الاردن لعقود فمن نظام اعفاءات مشوب بالبيروقراطية والتفاوت الى بطاقة تأمين ذكية تفعل تلقائيا عبر تطبيق سند نحن امام انتقال نوعي من الرعاية الطارئة الى العدالة الصحية المؤسسية
ان ربط الفئات الهشة كبار السن الاطفال الفقراء مباشرة باحد اقوى مراكز علاج السرطان في الاقليم يعبر عن تحول في فلسفة الدولة تجاه المواطن فالصحة لم تعد منة بل حق والسرطان لم يعد نهاية بل معركة الدولة فيها شريك لا متفرج
لكن وبين قوة القرار ونبله تظل الاسئلة المشروعة قائمة
هل البنية التحتية لمركز الحسين قادرة على استيعاب هذا الضغط
وهل سيبقى هذا التأمين قائما في ظل اي ازمة اقتصادية
وهل سنشهد مستقبلا ادماج باقي فئات الشعب ضمن منظومة تأمين صحية وطنية شاملة
ما اعلن ليس فقط خدمة طبية بل رؤية سياسية تعيد تعريف العلاقة بين المواطن والدولة