+
أأ
-

"نيويورك تايمز": القوات الأمريكية في الشرق الأوسط عرضة لهجمات إيرانية محتملة

{title}
بلكي الإخباري

 


واشنطن، 19 حزيران/يونيو 2025 – نشرت صحيفة نيويورك تايمز الدولية، بقلم مراسلتها لارا جاكس، تحليلاً يحذر من أن الآلاف من القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط قد تجد نفسها في مرمى النيران المباشرة لهجمات إيرانية محتملة على أهداف أمريكية في المنطقة، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة، يتوقع خبراء أن حملة هجومية إيرانية جديدة، قد لا تستغرق سوى بضعة أشهر، قد تدفع الإدارة الأمريكية الحالية إلى إشراك الجيش الأمريكي مباشرة في حملة قصف انتقامية سريعة ضد القوات الإيرانية المتمركزة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها: "يجب على الأمريكيين أن يدركوا أن أي تدخل عسكري غير مرغوب فيه قد يؤدي إلى مشاكل لا يمكن إصلاحها".
ويبلغ عدد القوات الأمريكية والعمال المدنيين المتواجدين في المنطقة أكثر من 40 ألف فرد، وتقدر قيمة المعدات والأسلحة لديهم بمليارات الدولارات. ولقد انتشرت هذه القوات على مدى سنوات لتعزيز أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، صرحت السيدة دانا سترول، المسؤولة الكبيرة في وزارة الدفاع الأمريكية للشرق الأوسط، أن الإدارة تسعى جاهدة "لتوفير بيئة يتم فيها حماية القوات الأمريكية في العراق والمنطقة ككل". وأضافت: "بعض الطرق التي نتبعها هي تمكين المسرح من الاستجابة بسرعة للهجمات الإيرانية أو تنشيط قدرات الولايات المتحدة في الدفاع عن النفس". وشددت على أن "النقطة المحورية في هذا التوسع هو ما تقرره الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت ستشارك في عمليات وقائية مع شركاء إقليميين في المنطقة."
وأشارت الصحيفة إلى أن مئات الآلاف، إن لم يكن الآلاف، من القوات الأمريكية تتواجد في مواقع مختلفة بالشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن وعمان والبحرين، حيث كانت الأرقام في السابق متواضعة. ولفتت إلى أن الأرقام الدقيقة غير متاحة لأن إدارة ترامب لم تدرجها في بعض الأماكن، مثل سوريا.
من جانبه، ذكر عادل عبد الغفار، زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن القوات الأمريكية تتواجد الآن في عشرات الدول حول العالم، مشيراً إلى أن الوجود الأمريكي "غير النظامي" عسكرياً في الشرق الأوسط وفي ثلاث دول أخرى يشكل تحديات خاصة.
وتتمركز القوات الأمريكية في عدة مواقع حيوية بالشرق الأوسط، تشمل:
* البحرين: تضم مقر الأسطول الخامس للبحرية في المنامة بحوالي 9000 جندي أمريكي، وتتمثل مهمتهم في ضمان المرور الآمن عبر مضيق هرمز الذي يمر عبره 20% من نفط العالم والعديد من الغاز الطبيعي السائل. وتواجه إيران تهديدات من جانب الولايات المتحدة، حيث تمتلك ما يقرب من 6000 لغم بحري، مما قد يدفع الوحدات الأمريكية لتعطيل تجارة النفط. وغالباً ما تتجه إيران لتزويد الصين والهند بالنفط، اللتان تمثلان نسبة كبيرة من صادراتها.
* الكويت: يوجد خمس قواعد أمريكية كبيرة فيها بحوالي 13500 جندي أمريكي، وتعد هذه القواعد مرحلة أساسية لتنفيذ العمليات العسكرية.
* العراق: يتواجد حوالي 2500 جندي أمريكي، تتمركز القوات الأمريكية في بغداد، بالإضافة إلى مناطق الصحراء الشمالية والغربية في كردستان. وقد استهدفت منطقة الأسد الصحراوية، التي تسيطر عليها الميليشيات العراقية، بهجوم بطائرة مسيرة الأربعاء الماضي، مما دفع القوات الأمريكية للرد بضربات ضد المنشآت العسكرية الإيرانية. وشهدت العلاقات الأمريكية مع العراق اضطراباً منذ حرب 2003، وتم سحب القوات الأمريكية بالكامل في عام 2011، قبل أن تطلب الإدارة الأمريكية في عام 2020 من قواتها إعادة الانتشار لتطوير قدراتها العسكرية وتدريب قوات الأمن العراقية على القتال.
* قطر: يقع مقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتضم حوالي 10000 جندي أمريكي. وتعد القاعدة مركزاً قيادياً مهماً للعمليات الجوية.
* المملكة العربية السعودية: تتواجد حوالي 3500 جندي أمريكي وعامل مدني في قاعدة الأمير سلطان الجوية، وهي الأكبر في الشرق الأوسط، وتضم طائرات مقاتلة من طراز F-22 وطائرات بدون طيار. وتستخدم هذه الطائرات لضرب الأهداف الإيرانية التي استهدفت القوات الأمريكية في عام 2022.
* الإمارات العربية المتحدة: يوجد حوالي 3800 جندي أمريكي وعامل مدني في قاعدة الظفرة الجوية، وهي الأكبر في الشرق الأوسط، وتتضمن القاعدة عمليات قتالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية والحوثيين في اليمن. وتستخدم القاعدة أيضاً في جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع خلال الحرب في اليمن، وهي ضرورية لإمداد الطائرات بالوقود.