د عادل الوهادنة. يكتب: عند اشتداد الأزمات: ثلاثية الصمت، السعي، والتصعيد الرمزي”

“
عند كل أزمة تتفجر في المشهد العام، تكشف منصات التواصل الاجتماعي عن ثلاثية متكررة من السلوك الجمعي.
فثمة من يختار الصمت السلبي، إما خوفًا أو يأسًا، يتبعه بلغة التلاوم والتشظي، كأن الأزمة لا تعنيه، أو كأن اللوم وحده كفيل بالحل.
ويقابلهم فريق آخر، أقل عددًا وأكثر وعيًا، يتحرك بهدوء نحو البحث والفهم والتفاعل البناء. هؤلاء لا يرفعون شعارات، بل يغوصون في التفاصيل، يكتبون، يسألون، يتواصلون، ويؤمنون أن الحلّ لا يُصنع بالضجيج بل بالعمل الهادئ والعقل الجمعي.
لكن هناك فئة ثالثة، وصفها كاتبٌ كبير بدقّة: من أولئك الذين لا تبدأ أزماتهم إلا حين تبدأ بإعادة “أرشيف مختار” لأحد معارفهم أو أقربائهم، يوصف بالرجل “المنقذ”، وتُختزل الأزمة كلها في اسمه. تبدأ حملة من “الترويج الرمزي” تنتهي غالبًا بعبارات من قبيل: “في الطريق إليكم خبر يسرّ…”، وكأن الفرج حكرٌ على شخص، لا مشروع، ولا فكرة، ولا مؤسسة.
إنه المنطق الميكافيلي حين يتم اختزال الحلول في الأشخاص بدل الأفكار، وفي الولاء بدل الكفاءة، فتتوارى المصلحة العامة خلف ستار العلاقات.
هذه الثلاثية ليست قدرًا، لكنها مرآة تعكس كيف نتعامل مع الألم: بين من يهرب، ومن يعمل، ومن يُروّج… والمسؤولية في اختيار الطريق تبقى فردية… وجمعية.



















