د ذوقان عبيدات. يكتب: هل التوجيهي عرس أردني!!

وأخيرًا، أعلنوا نتائج التوجيهي،
وإذا كانت نسبة النجاح٦٢،٥٪
فإن حوالي ثمانين ألف طالب وطالبة من غير الناجحين لم يتحدث عنهم أحد!
كما أن هناك عشرات الآلاف ممن لم يحصلوا على معدلات القبول الجامعي يشعرون بمشاعر البؤس
والإحباط!فرحت الوزارة، وأفرحت
حوالي ستين طالبًا على حساب جميع من لم يكونوا منهم!
فهل هذا عرس المجتمع أم عرس الوزارة وحدها؟
(١)
المؤتمر الصحفي
من هنا تبدأ المشكلة! نعم أقدّر لمعالي الوزير عدم ظهوره في المؤتمر الصحفي! ولكن لماذا كان هذا المؤتمر؟
تعقد المؤتمرات أساسًا لنفل معلومات عن تطورات وأحداث
لسياسات تربوية، وتعديلات ، وتحليل وتفسير وخطط جديدة! لكن مؤتمر الوزارة لم يقدم سوى بيانات لا معنى لها،وبيانات لن يبنى عليها أي سياسات! لم يفسر
المؤتمر الصحفي لماذا كانت النسبة هكذا؟ ولماذا فاز العشرة الأوائل وليس غيرهم؟ لماذا بقيت نسب النجاح ثابتة ولم تتغير مع أننا غيّرنا المناهج؟
(٢)
الحُفّاظ العشرة
لماذا نحتفل بأكثر الطلبة تحصيلًا وحفظًا؟ لماذا لا نحتفل
بالسياسات والخطط، وجودة الأسئلة؟
هناك دراسات تقول أن الأذكياء أكثر قدرة على المغامرة والجرأة، ولذلك لا يبدعون في الحفظ واستدعاء المعلومات! بينما يميل الأقل ذكاء إلى الحفظ والبحث عن العلامات العالية!
وبشكل عام، لم يعثر على أي من العشرة الأوائل بعد دخولهم الجامعة! لم نسمع عن شاعر كان من العشرة الأوائل! عن فنان! مخترع! لاعب! مفكر! رئيس شركة! مدير مشروع! أو على الأقل: وزير! أمين عام! ضابط استراتيجي،!! أو أستاذ جامعي؟
إذًا، لماذا نحتفل بهم، ونقهر كل من غيرهم؟؟؟ بل أثرناهم وقلنا لهم لا تحتفلوا!
(٣)
هل الامتحان قضية مجتمع؟
حين تعلن نتائج الطلبة في الامتحانات الدولية: البكالوريا وغيرها، ترسل النتائج إلى الطلبة بشكل فردي، وبينهم أوائل يفوقون أوائل التوجيهي، فلا نسمع بمؤتمرات ولا مواكب فرح ، ولا توترات!
نحن من نخلق التوترات من حيث ندري ولا ندري!
هل نحلم بتوجيهي فردي، تعلن نتائجه في المدرع أو برسالة إلى الطالب؟
(٤)
الطلبة هربوا من التوجيهي!
ليس سرًا أن المدارس الخاصة المتميزة قد ألغت مناهجنا وبرامجنا، وفتحت برامج أجنبية.
كان ذلك ليس حبًا في الأجانب بل هروب من التوجيهي. وهذا يفسر أن معظم"الحفاظ " كانوا من مدارس الحكومة. إذن! نحن
"طفّشْنا" الطلبة وأسهمنا في تدمير لغتنا وتاريخنا ومناهجنا
بذهاب الطلبة إلى البرامج الأجنبية.
وللتوجيهي مآسيَ أخرى
ليس هذا وقتها!
فهمت علي؟


















