الرئيس جعفر حسان يفكك سردية العقود - جحيم التوحُّش - إسرائيل تحرق نفسها وتختنق بعزلتها

كتب الناشر :- في حوار استثنائي لا تملكه دبلوماسية العواصم الصامتة استقبل الرئيس جعفر حسان ضيفه الرئيس نواف سلام رئيس حكومة لبنان وكان اللقاء محفلا لتفكيك سرديات عقود من الوهم لا بل لتأكيد حقيقة باتت واضحة للعيان عبر عنها حسان بكلمات منتقاة بعناية فالواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحاربة المحاصرة بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها.
هذه الكلمات ليست مجرد بيان عابر بل هي قراءة عميقة لمرحلة تاريخية تتهاوى فيها أساطير القوة المطلقة إسرائيل التي بنت وجودها على فكرة التوسع والسيادة بلا حدود تجد نفسها اليوم في حصار من نوع مختلف ليس حصارا عسكريا بل هو حصار أخلاقي وسياسي بدأ يفرض نفسه من قلب العواصم التي كانت يوما ما سندها الأول إن ما شهدناه في غزة لم يكن مجرد عدوان بل كان كشفا فضح زيف الادعاءات الإسرائيلية وجعل العالم يرى بوضوح أن القوة الغاشمة لا تصنع السلام بل تولد النبذ والعزلة
لقاء عمان بين حسان وسلام يكتسب أهمية مضاعفة إنه يمثل تلاقيًا في الرؤى بين بلدين يدركان بعمق طبيعة الصراع فلبنان الذي عانى وما زال من سياسات الاحتلال والتوسع هو الشاهد الحي على أن الحلم الإسرائيلي ليس سوى كابوس يطارد شعوب المنطقة هذا التلاقي ليس سياسيا فقط بل هو موقف أخلاقي وإنساني يرفض سياسات التهميش والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل.
العزلة التي تحدث عنها الرئيس حسان ليست وهما بل هي حصيلة تراكمية لسياسات التشدد التي تبنتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة فبدلا من بناء جسور السلام اختارت إسرائيل بناء الجدران وتكريس الاحتلال وتهميش الفلسطينيين هذا النهج أدى إلى خلق واقع مرير جعلها محاربة من شعوب المنطقة ومحاصرة من ضمير العالم الذي بدأ يصحو على حقيقة الممارسات الإسرائيلية الوحشية
تصريحات رئيس حكومتنا هادئ الطباع تعكس فهما ناضجا يدرك أن الأمن الحقيقي لا يأتي عبر القوة العسكرية وحدها بل عبر العدل واحترام حقوق الآخرين إنها دعوة لإسرائيل لكي تفيق من وهمها وتدرك أن الطريق إلى القبول والأمان يمر عبر إنهاء الاحتلال واحترام حقوق الفلسطينيين وإلا فإنها ستظل منبوذة ومحاصرة وسيبقى وهم إسرائيل الكبرى مجرد سراب في صحراء الواقع المرير



















