طارق العساسفة يكتب :- العشائرية في الأردن... إرث اجتماعي يعبر الحدود ( بني عطية انموذجا )

تُشكّل العشائرية في الأردن أحد أبرز المكونات الاجتماعية والثقافية التي ما زالت راسخة في بنية المجتمع، ليس فقط باعتبارها إطارًا للتكافل والدعم الاجتماعي، بل أيضًا بوصفها امتدادًا طبيعيًا لعلاقات تاريخية تربط بين الأردن ومحيطه العربي. ويبرز هذا الامتداد بشكل جلي في القبائل العربية الكبرى التي توزعت جذورها بين أكثر من دولة، محافظةً على روابط الدم والنسب رغم الحدود السياسية الحديثة.
ومن بين هذه القبائل، تحظى قبيلة بني عطية بمكانة خاصة، إذ يعود تاريخها إلى قرون طويلة، وتنتشر بطونها وعشائرها في الأردن والسعودية ومصر ومناطق أخرى من الوطن العربي. وتُعرف القبيلة بتأثيرها الاجتماعي والسياسي البارز، فضلًا عن حضورها في المشهد الوطني عبر المشاركة في مختلف الميادين.
استقبال يرسخ الأصالة
في مشهد يعكس عمق الروابط العشائرية العربية، نظمت قبيلة بني عطية في المملكة الأردنية الهاشمية و بدعوة كريمة من الشيخ فواز حامد الأصفر شيخ قبيلة بني عطية و اخوانه ومعهم وجهاء قبيلة بني عطية حفل استقبال كبير، خصصته للترحيب بأبناء القبيلة القادمين من السعودية ومصر. وقد حظي الحفل بحضور واسع من وجهاء وشيوخ العشائر الأردنية وممثلين عن القبائل العربية، مما جعله تظاهرة اجتماعية وثقافية تؤكد أن العشيرة ليست مجرد إطار محلي، بل جسر للتواصل العربي عبر الأجيال.و شهد الحفل العديد من الفقرات التراثية الاصيلة و القاء القصائد النبطية الاصيلة و التي كانت تعنى بشأن القبيلة و الترحيب في الضيوف و ذكر خصال بني عطية الحميده و خصال و مآثر المرحوم الشيخ حامد الأصفروالد الشيخ فواز .
و في كلمة القاها الشيخ فواز حامد الأصفر شكر فيها جميع الحضور من العشائر الأخرى و التي لبت الدعوه لحضور الاستقبال و اكد على ان الأردن تحت قيادته الهاشمية ستبقى الدار التي تجمع ولا تفرق , وما هذا الحفل الا تجسيد لقوة الاخوة بين افراد قبيلة بني عطية على طول امتدادها في الأردن و خارجه .
الامتداد العشائري العربي
تؤكد هذه المناسبة على الدور المستمر للعشائرية في الحفاظ على القيم العربية الأصيلة من كرم وضيافة وتلاحم، إضافة إلى تعزيز الهوية المشتركة التي تتجاوز الحدود الجغرافية. فالقبائل مثل بني عطية، بما تمتلكه من امتداد تاريخي وجغرافي، تعكس صورة التلاحم العربي الذي لا يتأثر بالتقسيمات الحديثة، بل يجد في المناسبات الاجتماعية محطة لتجديد الروابط وتعزيزها. و هذا الذي أكده الشيخ فواز حامد الأصفر في كلمته الترحيبية في الضيوف الكرام
أن مثل هذه المناسبات تمثل و تبين “قوة ناعمة” للعشائر، إذ تجمع بين الإرث التاريخي والدور المعاصر في المجتمع، وتمنح الأجيال الشابة فرصة لاكتشاف جذورهم والتواصل مع أبناء عمومتهم عبر الدول.
تبقى العشائرية في الأردن، كما في الوطن العربي عمومًا، جزءًا حيًا من المشهد الاجتماعي والسياسي والثقافي. وحين تجتمع عشيرة كبرى مثل بني عطية على أرض الأردن، فإنها لا تجدد فقط روابط الدم، بل تقدم صورة عن وحدة عربية شعبية تتجاوز الجغرافيا، وتؤكد أن العشيرة ما زالت إطارًا فاعلًا في الحاضر كما كانت في الماضي.


















