جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم: السند الدائم لفلسطين — شهادة من المحامي شريف العوفي

بقلم: المحامي شريف العوفي، نائب رئيس لجنة خدمات مخيم البقعة
في زمن تتقاطع فيه المصالح وتتعاظم التحديات، يظل الثابت الوحيد في مواقف الأردن قراره الوطني والإنساني الواضح تجاه القضية الفلسطينية. إن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم لم يكن يوماً صوتاً عادياً في الساحة، بل كان ولا يزال السند الحقيقي لفلسطين — مؤيداً، مدافعاً، ورافعاً لحقوق شعبنا على المستويات العربية والدولية والإسلامية.
نؤكد نحن في مخيم البقعة، ومن خلال صوتي هذا كممثل لخدمة أهلنا، أن موقف جلالته يتجاوز الشعارات: هو دعم عملي ومستمر، واستراتيجية وطنية تقف بقوة خلف حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتدعم حق العودة وتقرير المصير. هذا الموقف ليس كلاماً فحسب، بل هو التزام ظاهر في محافل السياسات والديبلوماسية، وفي مسار العمل الميداني لإنقاذ وإغاثة أهلنا في غزة وكل المناطق المتضررة.
عند الحديث عن غزة والعمليات التي سبقت وتلت — وما تعرض له أهلنا من نزاع وعملية نزوح واستهداف، وما أعقبها من معاناة وحاجة عاجلة — لا بد أن نثمن الجهود الملكية التي لم تتوقف. جلالته لم يترك فقط مساحات الخطاب، بل بادر بالدعم الإنساني والسياسي. في كل خطوة، يظهر التزام الأردن بأن يكون شريكاً فاعلاً في حماية أهلنا ودعم قضيتهم لتحقيق الحقوق المشروعة.
كشعب أردني، وكمقيمين في المخيمات الفلسطينية داخل الأردن، نقول بصوت واحد: سنبقى جنوداً أوفياء. ولئن حاول الزمن أن يشتت القلوب، فإن وفاءنا لبلادنا ولأهلنا في فلسطين هو عهد لا ينكسر. نحن نؤكد على مطالبنا الأساسية: الاعتراف بدولة فلسطين، عاصمتها القدس الشرقية/القدس الشريف، حق العودة للاجئين، وتقرير المصير كمبادئ لا تفسدها الموازنات السياسية العابرة.
هذا الموقف الذي نحمله اليوم هو موقف أخلاقي وسياسي واستراتيجي. إنه يقرن بين الإنسانية والحق، بين التضامن العملي والضغط الدبلوماسي. ونحن نوجه التحية لجلالته على ما قدم ويقدّم من دعم لا يتوقف، وندعو كل الشرفاء والأحرار في هذا الوطن الحبيب إلى الاستمرار في دعم هذا المسار بكل الوسائل المشروعة — لأن دعم فلسطين هو دعم للقيم وموقف إنساني قبل أن يكون موقفاً سياسياً.
ختاماً: لن ننسى أن التاريخ لا ينسى أصحاب المواقف، ولا تُمحى أسماءهم من ذاكرة الأجيال. وها نحن اليوم، في مخيم البقعة، نؤكد أننا باقون على العهد — مع الملك، مع القضية، ومع الحق.


















