زياد العليمي يكتب: من المسؤول عن سياسة "حمد يرث وحمد لا يرث" وضياع مستقبل الشباب؟

من يتحمل وزر سياسة "حمد يرث وحمد لا يرث"؟ من يتحمل مسؤولية أن يجلس مسؤول على كرسي لا يستحقه، سوى مجتمع ارتضى أن يكرر ذات الأخطاء، وأهالٍ يصوتون بلا حساب ولا مراجعة؟ أليس أصحاب المصالح الخاصة والضيقة هم من يوجّهون البوصلة نحو مصالحهم اللحظية، غير آبهين بمستقبل وطن كامل ولا بجيل كامل من الشباب؟
إنها معادلة مختلة، قائمة على إعادة إنتاج ذات الوجوه، وتدوير ذات الأسماء، فيما يقف الشباب على الهامش يُنظر إليهم على أنهم "جيل المستقبل" بينما يُسلب حاضرهم بأيدي من يفترض أنهم حُماته. فكيف نطلب من الشباب أن يكونوا صناع التغيير إذا كنا نحن أول من يغلق الأبواب في وجوههم، ونرهن مستقبلهم لمن لا يملك من الكفاءة إلا الاسم أو النفوذ؟
الزمن تغيّر، والواقع تغيّر، لكن البعض ما زال يعيش في عقلية الماضي، في توازنات قديمة ومعادلات واهية. وهنا تبرز الحقيقة الصادمة: إذا لم نتعلم كيف نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة، وسندفع الثمن جميعًا من استقرارنا وتقدمنا.
المسؤولية اليوم مشتركة، لا تقع على الدولة وحدها، بل على المجتمع كله، على كل صوت يُمنح في صندوق الانتخابات، على كل قرار يُتخذ لحظة الاقتراع. فإما أن نصوت بوعي ونُعطي لمن يستحق، أو نستمر في صناعة واقع هشّ يقوم على المصالح الشخصية ويهدم أحلام أجيال بأكملها.
الشباب ليسوا ديكورًا انتخابيًا ولا ورقة دعائية، بل هم نواة التغيير الحقيقية، وهم الأقدر على كسر معادلة الجمود إذا مُنحوا الفرصة. ولذا فإن الدفع باتجاه الشباب، وإعطائهم مساحة لقيادة المشهد، هو الخيار الوحيد لتصحيح المسار وبناء مستقبل يليق بهذا الوطن.
وختامًا أقولها بوضوح:
من يصوت لمصلحته الخاصة يبيع مستقبل وطن، ومن يمنح صوته للكفاءة والشباب، إنما يكتب شهادة ميلاد جديدة لهذا اللواء، ويضع حجر الأساس لنهضة وطن بأكمله.
@إشارة


















