خيارات الأردن وفلسطين محدودة ومقيدة .. حقائق لا تحتمل التجاهل

المهندس خالد المعايطة
لست بصدد الدفاع عن الموقف الرسمي المعلن للدولة الأردنية أو حتى المعلن من قبل كافة ممثلي السلطات الوطنية الفلسطينية في الداخل.. من الواضح أن الموقف الشعبي الجارف هم انفعالي عاطفي يرفض الاعتراف بالواقع الفعلي الحالي في المنطقة وهذا موقف افتراضي لا يمكن الاستناد لردات فعله.. لأنها أخطر بكثير مما يعتقد البعض.
اعتقد اننا في زمن تغيرت فيه كافة أساليب التفكير التقليدية الاعتيادية.. فالصراع بالاسلوب القديم في المنطقة لم يعد ممكن ومجدي كالسابق والا لما فشل الجميع عبر 77 سنة في تحقيقي اي انجاز تحرري او وطني بما يتعلق بفلسطين أو أي مشروع قومي عربي.
بمنتهى التجرد والواقع.. الكيان ليس مستعمر ولا قوة احتلال.. بل هو كيان لدولة متكاملة تمتلك أخطر أدوات السيطرة والتحكم الاقتصادي والعسكري والامني والاستخباراتي في العالم ويستند لدعم خارج كافة حدود وقواعد الرقابة من أعظم ألانظمة والقوى في العالم .. مقابل نظام عربي هش ضعيف مخترق من كافة الجوانب وغارق ببحور من الفساد والفوضى والصراعات ويعاني من تعقيدات ثقافية وفكرية وحضارية جراء تشعب المذاهب الدينية وصراعاتها الدموية مع المؤسسات السياسية.
باختصار.. خطاب مني شخصيا لكل من يطالب بالدعم والمساندة العسكرية لغزة.. لا يجوز أن نطالب بما لا يمكن أن يحدث .. ولا بجوز ان نضغط باتجاه إشعال الفوضى في الأردن.. فالخيارات الممكنة والمتاحة للأردن محدودة جدا واي تجاوز غير محسوب قد يدخل الأردن في معركة هو غير مستعد لها وغير قادر بمفرده على التصدي لها عسكريا في ظل انهيار النظام والموقف العربي.. لا أحد يريد للأردن الدمار أو الضياع.. مطالب الكثير من الناس تفتقر للوعي والموضوعية.. ما يحدث الان في المنطقة أكبر بكثير من أوهام وتمنيات وَمعتقدات البعض.. ولنا نموذج واقعي في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان وكيف تم تدمير هذة الحواضر العربية الغالية من قبل النظام الدولي لخدمة مشروع الكيان .


















