الملك عبد الله الثاني… السند التاريخي والدرع الواقي لفلسطين والقدس في مواجهة الاحتلال وفضيحة صمت العالم

بقلم زياد العليمي
حين يصمت العالم، وحين تختبئ القوى الكبرى خلف ازدواجية المعايير، وحين تتحول القضايا العادلة إلى ملفات منسية في أدراج السياسة الدولية، ينهض جلالة الملك عبد الله الثاني كقائد استثنائي، وصوت لا يلين، ودرع واقٍ لفلسطين والقدس، حاملاً قضية الأمة ووجعها في كل محفل، ومذكّراً البشرية بأن الحق لا يموت وأن العدالة لا تسقط بالتقادم.
لقد تحولت القضية الفلسطينية إلى مرآة تكشف زيف الشعارات التي يرفعها المجتمع الدولي عن الحرية وحقوق الإنسان. فبينما يواصل الاحتلال سياساته من قتل وتهجير واستيطان وتهويد، يكتفي العالم ببيانات باهتة أو صمت مخزٍ، في واحدة من أكبر الفضائح الأخلاقية في عصرنا الحديث. وهنا يبرز الدور الأردني بقيادة الملك عبد الله الثاني، الذي رفض أن يكون مجرد شاهد على المأساة، بل اختار أن يكون سنداً حقيقياً للشعب الفلسطيني ومدافعاً شرساً عن حقوقه غير القابلة للتصرف.
لقد أكد جلالته في كل خطاب وكل لقاء أن لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة، بل في العالم كله، من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. هذه ليست مجرد كلمات بروتوكولية، بل موقف تاريخي متجذر، يثبت أن الأردن لا يتخلى عن فلسطين، بل يعتبرها قضيته الأولى وجوهر وجوده السياسي والأخلاقي.
وإذا كان العالم قد اعترف جزئياً بالدولة الفلسطينية، فإن الملك عبد الله الثاني كان الأجرأ حين قال إن الاعتراف وحده لا يكفي، وأن الترجمة الحقيقية تكمن في إنهاء الاحتلال، وضمان حق العودة، وتقرير المصير للشعب الفلسطيني. هذا الموقف الأردني لا يهادن ولا يساوم، بل يضع العالم أمام مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية.
أما القدس، فهي أمانة التاريخ والوصاية الهاشمية التي حملها جلالته بصدق وإخلاص. فقد وقف الملك في وجه مخططات الاحتلال لتهويد المدينة وتغيير هويتها، وأكد أن حماية المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة ليست خياراً، بل واجباً تاريخياً وروحياً. إن الوصاية الهاشمية لم تكن شعاراً سياسياً، بل ممارسة فعلية في إعادة إعمار وصيانة المقدسات، وحماية الهوية الدينية والحضارية للقدس.
والمفارقة الموجعة أن العالم، الذي يتشدق بحقوق الإنسان، لم يجد الجرأة ليقف موقفاً صريحاً ضد الاحتلال، بل ترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره وحده. هذا الصمت هو فضيحة أخلاقية كبرى، جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال، وخيانة لمبادئ العدالة التي يدّعيها الغرب. وهنا يظل الملك عبد الله الثاني الاستثناء، الصوت الصادق الذي لا يتردد في تسمية الأشياء بأسمائها، والزعيم العربي الذي يملأ فراغ المواقف العالمية المتخاذلة.
التاريخ سيكتب أن الملك عبد الله الثاني، في زمن التخاذل والتآمر، كان الدرع الواقي لفلسطين، والسند الحقيقي لشعبها، وحامي القدس من مخططات الطمس والتهويد. سيكتب أنه لم يساوم على الحق ولم يرضخ للضغوط، بل ظل صلباً في الموقف، صادقاً في الرسالة، مخلصاً للأمانة.
إن جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم ليس فقط قائداً للأردن، بل هو ضمير الأمة وصوتها في الدفاع عن فلسطين. وبينما يختبئ العالم خلف صمته، يواصل جلالته رفع لواء العدالة، ليبقى بحق السند التاريخي والدرع الأمين حتى يتحقق الحلم الكبير بالحرية والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية المنشودة.


















