+
أأ
-

دار الحسام: وجه آخر للواقع.. ومنبر الحقيقة في قلب الزرقاء

{title}
بلكي الإخباري

 


في زمن تترنّح فيه الأفكار وتتلاشى فيه المبادرات، تطلّ "دار الحسام" على المشهد الشبابي في الزرقاء لا كصرحٍ عادي، بل كحقيقة صلبة تتجاوز المسميات البراقة. لا يخدعك العنوان، فهذه الدار ليست مجرد مقر للأنشطة والفعاليات، بل هي ساحة حرب يومية ضد الجهل والكسل، ومنصة تصنع من الشباب قادة ومفكرين بدلاً من أنصاف المواطنين.

لقد سئمنا من الوعود الفارغة والمؤسسات التي تُولد ميتة. لكن دار الحسام كسرت هذه القاعدة البائسة، فجعلت من نفسها قلعة حصينة للعقل والفكر. لا تعرف أنشطتها الاستسلام؛ فالحوارات هنا ليست مجرد جلسات للتسلية، بل مواجهات فكرية تفرض على المشاركين التفكير، والتحليل، والنقد. الدورات التدريبية ليست شهادات تُعلّق على الجدران، بل هي أدوات تُصقل بها المواهب وتُصنع منها الكفاءات.

ما يميز هذه الدار هو أنها تجرّأت على ما لم يتجرّأ عليه غيرها: جلب "صانعي القرار" إلى قلب الزرقاء، ووضعهم وجهاً لوجه أمام الشباب. لا وجود هنا للمجاملات ولا للخطابات المنمّقة، بل حوار مباشر وصريح، كشف عن الفجوة بين المسؤول والشاب، وسعى بجرأة لردمها.

رؤساء وزراء سابقون، نواب، ووزراء، جميعهم وقفوا على منصة دار الحسام، ليس ليُلقوا محاضرات، بل ليُحاوروا، ويُناقشوا، ويُجابوا على أسئلة جريئة لا مكان لها في المنابر التقليدية.

لا تكتفي الدار بالجانب الفكري فحسب، بل تمتد أياديها لتطال هموم المجتمع. مبادرات خيرية وتطوعية، لا تهدف إلى التباهي، بل إلى مساعدة المحتاجين بكرامة وهدوء. أنشطة رياضية وثقافية، لا تُقام للتسلية، بل لصقل الشخصية، وبناء روح الفريق، وغرس قيم التحدي والإصرار. إنها رسالة واضحة: الشباب هنا ليسوا مجرد طاقة يجب تفريغها، بل قوة يجب توجيهها.


، "دار الحسام" ليست مجرد مؤسسة، بل هي ثورة صامتة في قلب الزرقاء. إنها دليل حيّ على أن العمل الجاد والإخلاص قادران على صناعة المعجزات. هي منارة للأمل في زمن اليأس، وتأكيد على أن المستقبل يُصنع بأيدي الشباب، وليس بكلمات الساسة. لقد أثبتت هذه الدار أنها أكثر من مجرد منبر، إنها شهادة حية على إرادة التغيير.