نيفين عبد الهادي : الملك مع رؤساء الوزراء.. لقاء عميق برسائل هامة

أهمية كبرى حملها لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني أمس برؤساء وزراء سابقين في قصر الحسينية، فهو اللقاء الأول لجلالته بعد زيارة ناجحة وهامة للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد مباحثات استثنائية أجراها جلالته خلال هذه الزيارة، ليضع جلالته رؤساء الوزراء السابقين بتفاصيل هامة للزيارة، إضافة لأبرز تطورات الأحداث في المنطقة، إلى جانب نتائج زيارة جلالته إلى نيويورك الأسبوع الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لقاء بحجم أهمية تفاصيل المرحلة، وأحداثها وتطوراتها المتسارعة، علاوة على دقة التوقيت، الذي تشهد به المنطقة والعالم تفاصيل وتغييرات في المشهد السياسي، وتوقعات بأن تصل هذه التغييرات لشكل المنطقة بعد اعتراف عشرات الدول بدولة فلسطين، وكما قال جلالته «التقارب الكبير مع القادة العرب والمسلمين والتطابق في وجهات النظر مع الدول الصديقة حول التطورات في المنطقة، وخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة، لافتا إلى الإجماع الدولي حول حل الدولتين كالسبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة»، إضافة لحديث جلالته عن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، إذ أكد جلالته أن هذا التعدي يحمل رسالة واضحة، الهدف منها إرهاب المنطقة بالقوة، متحدثا جلالته بكافة تفاصيل المرحلة بما في ذلك الأوضاع في لبنان وسوريا والحرص الأردني «على دعم جهودهما في الحفاظ على سيادتهما واستقرارهما».
وفي سياق حديث جلالته عن زيارته للولايات المتحدة، تحدث جلالته عن عمل تنسيقي يتم مع الأردن وبالتنسيق مع الأشقاء العرب والشركاء «على تفاصيل الخطة الشاملة حول غزة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على القادة العرب والمسلمين، مؤكدا جلالته «أنها شهدت توافقا بنسبة كبيرة»، وفي رسالة جلالته هذه تأكيد على وجود رؤى جديدة ومختلفة في التعامل مع الحرب على غزة، علاوة على أن جديدا سوف تشهده المرحلة، ففيما كشف عنه جلالة الملك من وجود توافق بنسبة كبيرة على خطة الرئيس الأمريكي بشأن غزة، واحدة من المفاصل الهامة والدقيقة في أحداث المرحلة وتؤشر لقادم إيجابي لغزة.
لقاء جلالته يوم أمس تضمن رسائل غاية في الأهمية، لقيت اهتماما داخليا وعربيا ودوليا، وقد تناقلت وكالات الأنباء تفاصيل اللقاء، ورسائل جلالته الهامة، والتي وضع بها جلالته تفاصيل تطورات المرحلة بعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما تناولته مباحثات جلالته ودول عربية وإسلامية وعالمية وكذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية، برسائل واضحة وهامة وعميقة، تحمل الكثير من الإيجابيات التي جاءت بجهود من جلالته لنُصرة الفلسطينيين ودعما لحقوقهم المشروعة.
وفي ذات اللقاء الهام، تناول جلالته في الشأن المحلي الحديث عن التحديث، بإشارة من جلالته «إلى مضي الأردن قدما في مسارات التحديث الثلاثة، رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية، مؤكدا أهمية إنجاز المشاريع الاقتصادية قيد التنفيذ»، بتأكيدات ملكية على أن المسيرة مستمرة بتحقيق مزيد من الإنجازات التحديثية والتطوير السياسي والاقتصادي والإداري، لا توقف ولا تراجع بهذا الشأن، وفي ذلك رسالة جديدة من جلالته على مضي الأردن في درب التحديث الذي اختاره لبدء مسيرته في مئويته الثانية، فهي العزيمة الأردنية بتحقيق مزيد من العطاء والتميز والإنجاز المختلف، وفي هذه التأكيدات الملكية السامية ضمانة حقيقية للمضي في درب التحديث نحو مزيد من الإنجاز، والعمل المستمر.
لقاء جلالة الملك أمس برؤساء وزراء سابقين، تضمن رسائل هامة على كافة الأصعدة، علاوة على تأكيدات جلالته على سياسات الأردن الثابتة تجاه مختلف قضايا المرحلة، و»أن الأردن على أتم الاستعداد، كما هو دوما، لحماية سيادته وأمنه»، ليكون لقاء مختلفا ثريا، برسائل استثنائية، ومضامين عميقة، ليشكّل اللقاء الحدث الأبرز أمس على مستوى عالمي تناقلت مضامينه كبرى وكالات الأنباء.


















