فارس الحباشة : معرض عمان للكتاب: أين الكتاب والقارئ؟

معرض الكتاب 2025 قد يبعث على شيءٍ من الأمل والتفاؤل. وفي مدينة «عمان» التي تحلم بأن تكون عاصمة عربية للكتاب العربي والعالمي.
ولكن، أحيانا تأتي المناسبات، وقد تكون فخا مزعجا. حيث لا تتوفر أدنى المقومات بنيويا ومؤسساتيا لاستضافة معرض للكتاب.
ولمواكبة الطباعة والنشر والترجمة عربيا وعالميا.
احتضان معرض الكتاب وإقامته واستقبال الجمهور أمر عادي، واستعداد لوجيستي: تجهيز صالات وقاعات، ومراكز استقبال للزوار، وبوفيهات لبيع القهوة والشاي وغيرها.
ولكني، خوفي وقلقي على عمان، فهل باتت تشكل سوقا ومركزا للكتاب الثقافي والسياسي والفكري والمعرفي؟
أمس زرت معرض عمان الدولي للكتاب 2025، وتجولت بين أروقة المعرض. عدد لا بأس به من دور نشر أردنية وعربية تفتح أبوابها، وتعرض كتبا ومجلات قديمة وحديثة الإصدار.
وما لفت انتباهي عناوين الكتب: الطاغي هو الديني وكتب الطبخ والأبراج.
ثمة حقيقة لا يمكن تجاهلها، ليس الكتاب من يحتضر، بل إن القارئ يموت. وقد حان الأوان لإعلان وفاة القارئ، وذلك مجازا وواقعيا.
الناشرون ما زالوا يقاومون، ولم يبقَ في الحقيقة من معرض الكتاب سوى كليشيهات وصور للتذكار. وموسم للكتاب يكاد أن يتحول إلى فسحة للتسوق لشراء الألعاب وقرطاسية الأطفال. دور النشر والمكتبات تطرد عن رفوفها الكتب، ليحل مكانها هدايا وأدوات ترفيه.
لبعض الوقت كادت عمان أن تكون عاصمة للكتاب العربي. ولكن يبدو أن العدّ العكسي أقوى. المؤسسة الثقافية في أزمة، والمؤسسة الأكاديمية متورطة في إنتاج التسطيح والاختزال والتشويه.
في الثقافة الأردنية، أين هو المشروع النهضوي والحداثي الأردني؟ ومن يحمي الكتاب؟ ومن يحمي لغة الضاد؟ ومن ينمّي القراءة والتفكير والنقد؟ ومن يحمي العربية لنقرأ ونفكر بها؟
لربما أن الأردن ينعم بـ»حرية نسبية». ولكن لا يحمي الحرية إلا الوعي. وقد نكون بحاجة إلى استفاقة ونهوض وطني أولا.
العالم يسير على وقع تغيير سريع. وثمة ضرورة لأن نتعاون جمعيا في مشروع تنمية ثقافية، وحتى لا يبقى لنا غير محال بيع القرطاسية ولعب الأطفال.


















