+
أأ
-

نيفين عبدالهادي تكتب: رسائل ولي العهد.. خارطة طريق للأمن السيبراني

{title}
بلكي الإخباري

غدا العالم اليوم شبكة واحدة فيما يخص المعلومات والمعاملات والإجراءات والاقتصاديات، فقد دخلت التكنولوجيا بكافة تفاصيل الحياة، والرقمنة غدت نهج عمل أساسيا، دون ذلك يصبح مسار الحياة متأخرا وسلحفائي التقدّم، وحتى التعامل مع الآخر، ولكل هذا التطوّر وهذا النحو من العمل بطبيعة الحال أدوات ووسائل يمكن أن تعرّض العمل لخطر الاعتداءات والهجمات وحتى سرقة البيانات وغيرها من وسائل تحتاج وسيلة للتصدي لكل ذلك، وحماية هذه المنظومة بشكل عملي، إضافة للحاجة لوجود موارد بشرية مؤهلة للتعامل مع مواجهة أي اعتداءات من هذا النوع.

وبطبيعة الحال الأردن تمكّن من قطع شوط كبير فيما يخص الأتمتة والرقمنة، وبات من أكبر وأهم الدول العربية استخداما للتكنولوجيا والاعتماد عليها بالجزء الأكبر من مسار حياتنا، من معاملات ومعلومات وأنظمة ضخمة، جعلت من الواقع التكنولوجي الرقمي محليا متطورا، وحديثا، يواكب الكثير من تطورات المرحلة، بهذا الشأن الهام، والذي لم يعد ترفيا إنما ضرورة وحاجة على الجميع أن يلحق به، فهي لغة العصر، دونها هي أُميّة من نوع آخر، أُميّة تكنولوجية، تُبقي أصحابها على قارعة الزمن..

بحرص لم يتوقف، وجهود ورسائل غاية في الأهمية، وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، سعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الى الاهتمام بشكل كبير وشخصي بجانب الرقمنة والتكنولوجيا، وجعلها العِلم السائد في المملكة، وتوسيع دائرتها لتشمل كافة الخدمات والمؤسسات الحكومية، مع الاهتمام بجانب حماية الأنظمة والشبكات وأجهزة الكمبيوتر وما تحتويه من برامج من كافة أنواع الهجمات الرقمية والإلكترونية، من خلال اهتمام سموه بالأمن السيبراني، كونه العنصر الهام الذي يجب الاهتمام به كالاهتمام بالتكنولوجيا.

بالأمس، اطلع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2025 – 2028، خلال زيارته إلى المركز الوطني للأمن السيبراني، هذه الاستراتيجية التي تشمل أربعة محاور رئيسية هي تطوير بيئة رقمية آمنة، وحوكمة الخدمات، وتعزيز القدرات، وتشجيع الشراكات، واستمع سموه لتفاصيل الاستراتيجية وخطوات تنفيذها، في إطار اهتمام سموه وسعيه لتكاملية المنظومة التكنولوجية والرقمنة.

وبرسائل هامة تصل حدّ خارطة طريق للأمن السيبراني والعمل بهذا الإطار، أكد سمو الأمير الحسين على «ضرورة تطوير الموارد البشرية العاملة في مجال الأمن السيبراني، ورفع مستوى الوعي لدى المواطنين، وتوفير بيئة رقمية موثوقة للمؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة، خاصة في القطاعات الحيوية كالمياه والطاقة والصحة»، هي رسائل غاية في الأهمية وتشكّل حرفيّا خارطة عمل للأمن السيبراني ومنهجية عمله، ففي تطوير الموارد البشرية العاملة بهذا الشأن مسألة هامة جدا، ومن شأنها تطوير الأمن السيبراني بشكل مؤكد، وبما يتناسب وتطورات هذا المجال، وبطبيعة الحال الأمن السيبراني يحتاج وعيا به، وهو ما أكد عليه سمو الأمير الحسين، بضرورة رفع مستوى وعي المواطنين به، وفي الوعي خطوة بل خطوات متقدمة ليكون الأمن السيبراني جزءا هاما في مسيرة التطوّر والتحديث التي تنتهجها المملكة.

وبتركيز سمو الأمير الحسين بتوفير بيئة رقمية موثوقة للمؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة، خاصة في القطاعات الحيوية كالمياه والطاقة والصحة، رسالة غاية في الأهمية فلا بد من وجود بيئة رقمية موثوقة لكافة المؤسسات، ووفق ما أكده سمو الأمير الحسين، للمؤسسات الحكومية والخاصة، على حد سواء، جانب هام يجب التقاطه، بسعي سموه لدخول الرقمنة للقطاعين العام والخاص، وللقطاعات الهامة والحيوية، فذلك من شأنه وضع المملكة في مكان واسع من التطوّر الرقمي، بخطى مدروسة وعمل متسلسل وضمانات تحمي هذه البيئة، ليضع سموه بذلك صيغا عملية وعلمية، للتطوّر الحقيقي، يقابل ذلك وجود حماية حقيقية، فالرقمنة الناجحة تتحقق بمعادلة وجودها وفق أسس مدروسة وحديثة، وفي وجود حماية لها من أي هجمات أو جرائم الكترونية، للوصول إلى بيئة رقمية نموذجية. ـ