+
أأ
-

محمد بركات الطراونة : أولوية الأردن وقف الحرب

{title}
بلكي الإخباري

لو أراد الأردن أن ينتظر الشكر والثناء من أحد على مواقفه تجاه قضايا أمته، ومنذ بدايات تأسيس الدولة، فإن ذلك يحتاج إلى مجلدات لتوضيح هذه المواقف، لمن يجلها أو يتجاهلها، لكنه لن ولم ينتظر مثل هذا الشكر لانه يمارس اداء رسالته العروبية التي ورثها جيلا بعد جيل، وينتفض لأي ملمة أو مشكلة تلحق بأي بلد عربي ،نسوق هذا الكلام للرد على كل محاولة للتقليل من شأن هذا الدور ، لا لشيء إلا لأن موقف الأردن يتقدم على كل المواقف في دعم واسناد الاشقاء في الضفة الغربية وغزة، أقول انه لا يجوز لأحد أن يزاود على هذه المواقف المتقدمة كثيرا على مواقف الغير، موقف الأردن كان موحدًا قيادة ورسميًا وشعبيًا تجاه ما تعرض له الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين عامة من عدوان اسرائيلي همجي ،دمر كل شيء في قطاع غزة وازهق أرواح مئات الألوف من الابرياء، فمنذ بداية هذه الحرب لم تهدأ الدبلوماسية الأردنية لشرح أبعاد هذا العدوان الغاشم، وبذل جلالة الملك جهودًا مكثفة ومتواصلة، لوقف هذا العدوان وتأمين استمرار وصول المساعدات العاجلة للاشقاء هناك، جلالة الملك أول من أكد أن هذا العدوان يشكل ابادة جماعية تتطلب موقفًا دوليًا موحدا لردع إسرائيل عن التمادي في سلوكها الاجرامي وحربها الشرسة ضد شعب باكمله، وان ذلك يشكل انتهاكا لجميع المواثيق والقوانين الدولية، الأردن سخر كل ما يتمتع به من مكانة وإحترام دولي لايصال رسائل إلى العالم أجمع، بإن الممارسات الإسرائيلية تهدد المنطقة والعالم بشكل عام، وازدادت العلاقات الأردنية مع إسرائيل توترًا وحدية نتيجة هذه المواقف الجريئة للدبلوماسية الأردنية، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في تغيير مواقف وقناعات الكثير من الشعوب الغربية والراي العام العالمي والتي كانت مؤيدة بشكل قاطع لإسرائيل في حربها الهمجية، وافضت تحركات جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية إلى إعلان العديد من دول العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كل ذلك لإن الملف الفلسطيني يتصدر أولويات واهتمامات الأردن في كل المحافل الإقليمية والدولية، وخاض الأردن حربًا إعلامية وسياسية صعبة ، من أجل توضيح أبعاد هذا العدوان واخطاره على الأمن والاستقرار في المنطقة، نتيجه ما يرتكبه من مجازر تجاه الأشقاء في قطاع غزة والاولوية دومًا في الموقف الأردني، هي وقف اطلاق وقف هذه الحرب، ووقف المجازر ووقف اراقة الدم الفلسطيني التي ترتكبها اسرائيل، أمام سمع العالم وبصره، والأردن أول الدول التي رحبت في التوصل إلى وقف اطلاق النار، لانه المعني مباشرة بما يتعرض له قطاع غزة الأردن الدولة الأكثر تضامنًا والاكثر تقديما للمساعدات الإنسانية، واستقبال العديد من الحالات المرضية للمعالجة في المستشفيات الأردنية بتوجيهات من جلالة الملك ، وكان الطيران الأردني هو الوحيد في سماء غزة، يوم لم يكن هناك إلا نيران الطيران الإسرائيلي، وهو الوحيد الذي كسر الحصار المفروض على القطاع بمشاركة مباشرة من جلالة الملك في الانزالات الجوية، يكفي الأردن فخرًا أنه المتقدم دومًا في مواقفه تجاه قضايا أمنه، وأنه لم يطلب ولم ينتظر الشكر من أحد لانه يؤمن بإن رسالته الإنسانية تفوق في معانيها كل أشكال الشكر والثناء