وداد سليم اللصاصمة تكتب :-الأردن في قلب العاصفة: حكمة القيادة الهاشمية وصوت الاعتدال

يقف الأردن منذ تأسيسه عند مفترق طرق الإقليم المضطرب، محاطًا بدول تعصف بها الحروب والصراعات الداخلية. ورغم محدودية الموارد والتحديات المستمرة، نجح الأردن في ترسيخ حضوره كدولة صغيرة بمساحتها، كبيرة برسالتها، ملاذًا آمنًا لملايين اللاجئين، وجسرًا للحوار والوساطة بين الأطراف المختلفة. هذه المكانة لم تأتِ صدفة، بل هي ثمرة رؤية هاشمية عميقة تضع الحكمة والاعتدال في قلب إدارة الدولة.
الحكمة الهاشمية: قيادة التوازن والاستقرار
لم تنخرط القيادة الهاشمية في محاور متصارعة، ولم تسعَ وراء المغامرات السياسية، بل تبنت نهج التوازن والحلول الوسط منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول مرورًا بالملك الحسين وصولًا إلى الملك عبد الله الثاني. هذا النهج مكن المملكة من الحفاظ على استقرارها الداخلي وتحويل التحديات الإقليمية إلى فرص لتعزيز الدولة والمجتمع، مؤكدًا أن الاعتدال ليس خيارًا بل منهج حياة.
الدبلوماسية الأردنية: صوت عالمي مسموع
لم تقتصر الحكمة الهاشمية على الداخل، بل امتدت إلى الساحة الدولية. فقد أصبح الأردن قوة ناعمة تعتمد على الحوار والمنطق بدل القوة العسكرية، وحضوره في المحافل العالمية ودفاعه الثابت عن القدس والمقدسات جعله رمزًا للعدالة والتعايش. رغم محدودية إمكاناته، نجح الأردن في إيصال صوته للعالم، مؤكدًا أن السلام العادل والشامل هو الطريق الأمثل لإنهاء النزاعات، وأن العدالة في القضية الفلسطينية هي مفتاح الاستقرار الإقليمي.
الأردن جبل صلب وصوت العقل
اليوم، يقف الأردن شامخًا، صوت العقل في قلب العواصف، يذكّر العالم أن الدولة الواعية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والفوضى إلى استقرار، والحكمة إلى أعظم قوة. القيادة الهاشمية جعلت من الاعتدال سياسة، ومن التوازن سلاحًا، لتظل المملكة نموذجًا فريدًا لدولة صغيرة بمساحتها، كبيرة برسالتها، قادرة على إحداث تأثير عالمي رغم صغر حجمها، حاملةً رسالة سلام وعقل وسط عواصف الإقليم.


















