+
أأ
-

د. هيفاء ابو غزالة : «المدن الذكية للإنسان أولاً» .. يحيي العالم اليوم العالمي للمدن من بوغوتا

{title}
بلكي الإخباري

في الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، الماضي تتجه أنظار العالم إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا التي ستحتضن فعاليات اليوم العالمي للمدن تحت شعار: «المدن الذكية التي ترتكز على الإنسان». وهو شعار يعكس تحوّلاً جوهرياً في التفكير الحضري الحديث، فازدهار المدن وتقدمها لم يعد يقاس بما تشيّده من أبراج وشوارع، بل بقدرتها على بناء فضاءات عادلة، شاملة، آمنة وقادرة على الصمود… مدن تُدار بالعقل الرقمي ولكن بقلبٍ إنساني.

ويأتي هذا اليوم ليؤكد أن التكنولوجيا ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتمكين الإنسان وضمان حقوقه الأساسية، وفي مقدمتها الحق في السكن الملائم. وتكشف الأرقام عن أزمة عالمية خانقة: 2.8 مليار إنسان بلا سكن لائق، و1.1 مليار يعيشون في أحياء فقيرة، وأكثر من 300 مليون يواجهون التشرد. ومع أن هذا الحق مكفول إنسانياً وقانونياً، فإن الواقع لا يزال يضع العالم أمام فجوة مؤلمة بين الالتزام والتنفيذ.

وفي مواجهة هذه الفجوة، تبرز التقنيات الرقمية والابتكار الحضري كفرصة لإعادة رسم المدن بطريقة أكثر عدلاً واستدامة، بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (2026–2029)، التي تجعل من السكن والأرض والخدمات الأساسية القاعدة الأولى لبناء مدن مزدهرة تليق بكرامة الإنسان

بالنسبة للأردن، يحمل هذا اليوم قيمة خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالنمو الحضري السريع، والضغط على البنية والخدمات نتيجة الهجرات المتعاقبة والنمو السكاني المتزايد. ويتيح الشعار الأممي فرصة لتعزيز التوجهات الوطنية نحو:

• توسيع مفاهيم التخطيط الحضري الذكي في عمّان والمحافظات

• تحسين الوصول إلى السكن والخدمات الأساسية للفئات الأقل دخلاً

• تعزيز التحول الرقمي في إدارة المدن (النقل، الطاقة، المياه، الخدمات البلدية)

• ما أمكن بناء مدن أكثر صموداً واستجابة للكوارث والتغير المناخي.

إن التجربة الأردنية في التوسع الحضري والبحث عن حلول مبتكرة لقطاع السكن تجعل من هذا اليوم مساحة مهمة لتبادل الخبرات والشراكات الدولية، بما يخدم رؤى التحديث الاقتصادي والإداري.

الرسالة الإنسانية لليوم العالمي للمدن هو أن المدينة الذكية ليست مدينة الأسلاك والخوارزميات… بل المدينة التي تستمع للإنسان، وترى احتياجاته، وتحمي مستقبله.هذا هو جوهر الاحتفال هذا العام عالميا ووطنيا معا