ضرغام هلسة :- الكرك: "أيام حمود الثقافية" تتحول إلى ملتقى وطني... وكبير رجال الدين المسيحي: "أرى عناصر المستقبل المشرق"!

مساء أمس تم افتتاح فعالية ثقافية قامت بتحضيرها والإعداد لها جمعية أبناء حمود للتراث التاريخي
وازدحمت قاعة الأديب العربي الأردني غالب هلسا بالحضور من أهل القرية وأبناء العشيرة ممن يسكنون خارجها ومعازيب من القرى المجاورة ومكونات مجتمعية كركية لها باع في الشأن الثقافي والتاريخي ومن حملة لواء التحرر والتقدم وإعادة البناء الوطني إلى مساره الطبيعي وحسب رأي كبير رجال الدين المسيحي في الكرك الذي قال ما أراه أمامي ليس ندوة عابرة لمكون اجتماعي واحد هذا فعل كركي وطني وقومي جمع أبناء المجتمع الأردني الكركي بكل أطيافه فانا اليوم لم اعد حالما بمستقبل مشرق فإني أرى عناصره متوفرة في كل ما اشاهده الان وتجلى الابداع الإنساني العميق في أداء عريف الحفل الشاب المهذب المهندس سنان فارس الكعود الذي بداء الحفل بالطلب من جمهور المشاركين الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الأمة العربية في كافة اقطارها بعد أن وقف الجميع احتراما للسلام الملكي كملازم طبيعي لكل احتفالات الأردنيين في افتتاح مهرجانتهم وفعاليتهم الوطنية
ولم يكن من باب الصدفة او المجاملة اختيار الاستاذة عروبة الشمايلة مديرة ثقافة الكرك بأن تكون الراعي الرسمي لافتتاح ايام الفعالية الثقافية فهي عنوان ثقافي مهم من عناوين مدينتا الخالدة
ولها من المحبة كل الاحترام من الطيف الاجتماعي لاهل المكان الذي كانت فيه فهم يعتبرونها ابنتهم فهم لها وهي لهم وليس بحالتها المفردة بل من تسلسل موروث ابا وجدا واعمام وأخوال
فأجادت بالتعبير عن عمق انتمائها للثقافة والموروث التاريخي لمجتمعنا القابل للتطور وفي كيفية مواجهات المعوقات الكابحة لمسار تطوره المنشود
واعتلى منصة الخطابة في البدء رئيس الجمعية ابن القرية واحد حراس ارثها المنتمي لها والمتعمق في الدفاع عن موروثها فارس حابس الكعود الهلسا فاجاد بعبارات مختصرة بأهمية الثقافة والوعي بإنتاج مجتمع اردني يستند للإرث الذي تجذر في وجداننا بكل وسائل الود والمحبة واحترام قيم مجتمعنا الإنساني المتراكمة رغم تبدل الثقافات بالإزاحة السكانية حينا أو بالتهميش المتعمد حينا آخر والملازم حتى نخاع العظم بالثقافة التي اكتسبناها
وكان الشعر هو العنوان الابرزالذي تفتخر به القرية واهلها عندما اعتلى المنصة ابنها وعاشقها الذي عاش فيها فوجد فيها وطنا بعد أن قامت العصابات الصهيونية بتهجير أهله وغالبية أصولهم من فلسطين الحبيبة الى اردنهم الذي تربوا على حب أهله فكانوا مكونا فاعلا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بارزا لذلك قدم الأستاذ إبراهيم أبو قديري هذه الصورة من العشق والمحبة والوفاء لأهله أبناء قرية حمود وعبر عن دورهم الثقافي وتمدده في الكرك والوطن وبلاد العروبة محددا بعض رموزه بالاسم فكانت كلماته العميقة إضافة نوعية لمجد لعب دورا مهما في تكوينه ووفاءا لم يغادره ابدا فاورثه للأبناء والأحفاد وكان من خيرة الخيرة والابن البار لقرية حمود والحارس الأمين لموروثها الذي نقله معه في كل مواقع العمل التي قام به عبر عمره المديد فاختزل تجربته بمقتطفات من الشعر الوجداني فعلت فعلها الايجابي في نفوس الحاضرين
ولم يكن الفن والموسيقى غائبان عن لقائنا فقدم أبناء القرية من موسيقيين وفنانين فقرة من الغناء التراثي لتؤكد للحضور بأننا سنبقى نعيش والامل حادينا بأن نكون في وطن افضل واجمل واكثر تماسكا
فكانت الخاتمة ضيافة من مأكل تراثي معروف في ثقافتنا الغذائية بأنها ماكولات جماعية لاتستقيم لقاءات الأحبة الا بحضورها وهي تتكون من الفطير المهروس باللبن والمغمس بالسمن البلدي وهو من منتجات القرية الأكثر أهمية وكانت التحلاية عبارة عن خبز الصاج الغير مختمر والمخلوط بالسمن البلدي والسكر ونسميها لزاقية
وعندما كنا نراقب وجوه الحضور للاطمئنان على مستوى الرضى والتفاعل مع يوم الافتتاح شعرنا بالاعتزاز بأن مجتمعنا لا يمكن أن تهزم العواصف العابرة وسيبقى موحدا ومتماسكا الى يوم يبعثون
أما مساء اليوم سنكون مع ندوة تخوض في التراث والتاريخ والجغرافيا وفن العمارة وكيف انتقل اهلنا من سكن المغارة الى سكن العمارة
وماذا يحمل مجتمعنا من ثقافة متوارثة عبر آلاف السنين ولازال لها حضور في ثقافة عصرنا رغم كل سياسات التغريب بثقافتنا الوطنية والقومية من أجل تفكيكها وابتلاع أوطاننا لمصالح القوى المهيمنة دوليا والتي تعي أهمية بلادنا في الاستراتيجية الدولية للقوة لما فيها من خيرات وثروات وسوق شرائية وآليات عمل تعطي القوي قوة اكبر وتطحن في دورانها أهل البلاد وثقافتهم
وتاريخهم وجغرافية تكوينهم
فاهلا بكم في ايامنا الثقافية والذي سنستمر بها في كل بقعة من بقاع كركنا الحبيبة
فهذا نحن وهذه ارضنا بها نبتنا وعلى اديمها باقون الى يوم الدين


















