+
أأ
-

الملك يقلق نعم، لكنه لا يخاف إلا الله

{title}
بلكي الإخباري

 

بقلم:  د.فوزان البقور 

في لحظة وطنية مشحونة بالمسؤولية والأمل، جاءت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني تحت قبة البرلمان لتختصر فلسفة القيادة الهاشمية وثقافتها السياسية والإنسانية.

فحين قال جلالته:

> «يقلق الملك، نعم، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني»،

لم يكن يعبّر عن شعور شخصي فحسب، بل عن موقف وطني عميق المعنى.

 

قلق القائد لا ضعف المسؤول

اعتراف الملك بأنه "يقلق" هو تعبير عن وعي عالٍ بحجم الأمانة الملقاة على عاتقه، وصدق في التعامل مع التحديات التي تحيط بالوطن من كل جانب.

القلق هنا ليس ضعفاً ولا تردداً، بل هو الإحساس الحقيقي بالمسؤولية؛ قلق القائد الذي يسهر على مستقبل شعبه، ويدرك أن بناء الدولة وصونها يتطلبان متابعة دؤوبة ويقظة مستمرة.

 

الخوف من الله وحده

أما قوله "لا يخاف إلا الله"، فهو إعلان لمبدأ راسخ في مدرسة الحكم الهاشمية: أن من يخاف الله لا يخاف البشر، ولا يساوم على ثوابت وطنه.

إنها رسالة طمأنينة لكل الأردنيين بأن قرار الدولة الأردنية سيبقى حراً، مستقلاً، لا يخضع لابتزاز ولا يلين أمام الضغوط، لأنه يقوم على أساس من الإيمان والثقة والعدالة.

 

وفي ظهره أردني

حين يؤكد الملك أن في ظهره أردني، فهو يربط القيادة بالشعب برباط الوفاء والثقة المتبادلة.

فالأردني في الميدان، في الجيش، في مؤسسات الدولة، وفي مواقع العمل، هو السند الحقيقي الذي يمنح القيادة صلابة الموقف وثبات الإرادة.

بهذه الجملة، أعاد الملك ترسيخ المعادلة التي بُني عليها الأردن منذ تأسيسه: قائد يؤمن بشعبه، وشعب يلتف حول قيادته.

رسالة اللحظة والاتجاه

في زمن تتكاثر فيه التحديات الإقليمية والضغوط الاقتصادية والسياسية، تأتي هذه الكلمات لتؤكد أن الأردن باقٍ على نهجه الثابت:

دولة تؤمن بالله أولاً،

وتعتمد على وعي شعبها وصلابة مؤسساتها،

وتواجه الأزمات بعقلانية وثقة وكرامة.

 

إنها ليست مجرد عبارة في خطاب، بل خريطة طريق لمستقبل يُبنى بالصدق والعمل والإيمان.

«يقلق الملك، نعم، لكنه لا يخاف إلا الله»… جملة تختصر روح القيادة، وتؤكد أن القلق من أجل الوطن عبادة، والخوف من الله وحده قوة، والثقة بالشعب عهد لا ينكسر.

بهذه المعاني، يواصل الأردن مسيرته بثقة، ويمضي الملك في طريقه مطمئناً، لأن في ظهره أردنيّاً لا يعرف سوى الوفاء.