ضرغام هلسة يكتب :- نعم بشار الأسد قائد عنيد كيف نفهم ذلك ونفسره

في البدء عندما استلم الرئاسةلم يكن بوصية من الرئيس الراحل حافظ الأسد وهذا ما أجمع عليه كل رجالات تلك المرحلة معارضين ومؤيدين
وهنا تلتغي فلسفة التوريث الذي رفضها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فعلي رفض توريث عبدالله بن عمر وعلي رفض توريث الحسن بن علي
ولكن أقرها معاوية بن أبي سفيان وحول الشورى الى ملك عضوض لا زلنا نعيش في ظل مصائبه
ثانيا
كان الدكتور بشار يعي حجم المؤامرات التي تحيط بسورية ارتباطا لحجم مشروع الدولة السورية التحرري في مواجهة المعتدي الإمبريالي واطماعه في الموقع الاستراتيجي لسورية ودورها المحوري في الإقليم والمنطقة ووعيه لحجم المؤامرات في الداخل السوري وخاصة دور الإخوان المسلمين ومن يقف على ضفافهم داعما ومساندا لهم أو تابعا دون أن يعي خطورة تبعيته فكان سلاحهم الدين في مواجهة مشروع الدولة السورية فهم لا يريدونها دولة قومية جامعة ولا يريدون أن يكون هناك وئام طائفي ومذهبي فعزفوا على وتر المذهبية واعلنوا حربا دينية إيمانا بمرشدهم الأسمى ابن تيمية والشيخ محمد بن عبدالوهاب
ولكون مشروع هذا التيار تفكيكي ويملك كل مقومات القتل العمد باسم الله واكبر وجد له مؤيدين في الغرب الرأسمالي صاحب المصلحة الاولى بكسر إرادة سورية وتفكيكها فكان هناك فلاسفة ومنظرين قد وجدوا في التاريخ العربي والإسلامي ضالتهم وحفروا في التاريخ وأخرجوا مستندات ما يخدم مصالحهم فابدع في هذا المجال كل من الصهيوني البريطاني الأميركي برنارد لويس بالتعاون مع زينغو بريجنسكي في عهد جيمي كارتر
وتم استخدام هذه الوثائق التاريخية بكل اتقان وبتمويل خليجي في العراق وسوريا لما لدى هذه الجغرافيا الفكرية والثقافية من تعددية مذهبية وطائفية وفكرية كونها امتداد لحضارة تمتد للاف السنين قبل الميلاد ملكت من الثقافات فسيفساء لا يملكها اي شعب من شعوب الارص
فقد حاول الرئيس بشار الأسد اطفاء حدة الخلاف مع الاخوان وخاصة أثناء ولاية عصام العطار على الجماعة الا ان تركيا الاردوغانبة وقطر والسعودية أفشلت الموضوع
وبعدها قام الرئيس بشار بالسماح للمنتديات السياسية للقوى السياسية بالعمل فتمادى بعض هذه المنتديات من خلال تركيب مكبرات الصوت لكي تسمع الجماهير الشعبية خطاباتهم وآرائهم في الغرف المغلقة
ولعل من أبرز التحديات هو الفعل الذي قام به الليبرالي السوري الذي زار واشنطن واستقبلته وزيرة خارجية اميركا الدكتور كمال اللبواني وبعد اللقاء معه قامت بتهديد سورية قائلة بأن الدكتور لبواني سيعود من واشنطن إلى دمشق ونحمل دمشق مسؤولية اي تعامل قاسي معه ولكن سورية تعرف دورها وقيمتها فما أن وصل لبواني مطار دمشق اعتقلته السلطات الأمنية السورية
وبعدها تم إلغاء هذه المنتديات كونها لم تحقق المطلوب في تحسين أجواء حرية التعبير عن الرأي لبروز ظواهر من داخلها تحمل شعارات التوتبر والطائفية تعيق عملية الانطلاق نحو بناء ديمقراطي مؤسسي تحتاجه سورية في خضم معركتها الكبرى ضد المشاريع المعادية للأمة
وفي أثناء ذلك كان الرئيس بشار الأسد يتميز بخطاباته بالقمم العربية وفي المحافل الوطنية حتى قال يوما عن الحكام العرب اللذين يتآمرون على القضية الفلسطينية بانهم أشباه الرجال ومن هنا انطلقت شرارة محاسبة سورية ومحاصرتها وتركيز المؤامرة عليها بعد انطلاق ما سمي بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا
من هنا صعدت سوريا خطابها السياسي في مواجهة قطر وتركيا وحاولت أن تخفف حدة الصراع مع السعودية واذكر في عام 2012 كنت ضيفا على الفضائية العربية السورية وقبل دخول الاستوديو تقدم مني أحد معدي البرنامج السياسي وقال لي ارجوك استاذ لا تهاجم السعودية في اللقاء لأننا ولمصلحة سوريا لا نريد التصعيد معها
ثالثا
عندما اشتد اولى المعركة في الداخل السوري تعامل الرئيس بشار الاسد مع الأمر كحالة أمنية وسياسية في نفس الوقت يمكن أن يتم السيطرة عليها بالتفاعل والحوار وعبر اعداد محدودة من الشرطة الغير مسلحة
ال أن الأبواق الإعلامية العميلة كانت مهياءة وتعد برامجها السياسية لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وتظخيم مشاهد المظاهرات التي تحصل في بعض أحياء المدن السورية الكبرى
حتى أن قناة الجزيرة صنعت مراسلين تحت اسم شاهد عيان ومصورين محترفين لنقل مشاهد أي تجمع جماهيري حتى لوكان حفلة عرس ويحمل في مقدمته مجموعة من الشباب شعارات على كرتون يلتقطون لهم الصور ويهربون
والأدهى من كل ذلك اذكر أنه تم نشر خبر مصور عن مظاهرات في حمص وهي بالاصل مشكلة طلابية حصلت في جامعة موتة في الكرك الاردن
وجميعنا يذكر عندما زار السيد الرئيس المركز الاعلامي في ساحة الأمويين عندما قال على الأرض نحن نحقق الانتصارات على المؤامرة ولكن في الاعلام نحتاج لجهد اكبر فالموامرة تملك المال والإعلام واذرعها قوية
واذكر في لقاء مع المرحوم الاستاذ عمران الزعبي وزير الإعلام آنذاك كنا نتحدث عن حجم الحرب الإعلامية فقال إن آلاف الساعات تبث على هذا الكوكب ضد سورية حتى أن القناة الإعلامية التي تقف معنا وهي الميادين لا تبث سوى سبعة بالمائه من ساعات بثها لتوضيح موقف سورية
وكان الرئيس الأسد فعليا عنيدا في مواجهة حجم الموامرة وقوتها
ولقد برز عناده ايضا في موقفه السياسي في الأمم المتحدة ومفاوضات جنيف واستانا ولم يكن مهزوزة ومرعوبا لأنه يستند على شرعية مشروع مقاوم وجد أن كلفة صموده اقل من كلفة مساومته عليه
واستمر في هذا النهج لم يساوم عليه وعندما تم استشارته بالتفاوض مع تركيا على مستقبل سورية رفض بأدب سياسي جم وحدد خياره بأن يفاوض الواقع العربي فانفتح على السعودية والإمارات ومصر والأردن وعاد للجامعة العربية بعد أن قررت قمة الدوحة طرد سورية منها
وفي اخر خطاب له في القمة العربية عن حرب غزة كان قابضا على جمر المشروع فألقى خطابا مدته ثلاث دقائق مطالبا بتغييراليات العمل العربي في مواجهة العدوانية الصهيونية
وكان عنيدا جدا ايضا
ومن هنا تكالبت كل القوى المحلية والإقليمية والدولية لأنها هذه الحالة الجبارة في الصمود وتوافق الجميع لتجريب في مستقبل سورية وتسليمها لارهابي النصرة لإدانة الصراع في سورية وتعطيل دورها التاريخي والحضاري في تحديد مسارات الأمة العربية وقضاياها
وفي الختام شكرا لك ايها العنيد حيث لازال في هذه الموامرة اسرارغامضة لا يمكن الإفتاء فيها واهمها ليلة مغادرتك عاصمة الاسود دمشق الشام


















