+
أأ
-

ضرغام هلسة يكتب :- من هنا مروا

{title}
بلكي الإخباري

 

في الانتخابات الأميركية عام 2016 كنت ضيفا على قناة رؤيا الفضائية في برنامج نبض البلد وكان شريكي في الجلسة معالي الوزير حازم قشوع وزير رقم 23 نتحاور حول مستقبل أميركا على ضوء هذه الانتخابات وماذا يعني فوز ترامب كرجل قادم من عالم الاقتصاد والعقارات وليس له خبرة سياسية ضمن مفهوم السياسة الأميركية السائد آنذاك وهل يستطيع الحزب الجمهوري تسويقه أميركيا كونه لم يكن يوما جزءا من الإدارة السياسية للحزب 

وهل يمكن أن يواجه هيلاري كلينتون عضو الحزب الديمقراطي والمتمرسة بالعمل السياسي وناشطة سياسية في الحزب منذ شبابها الاول وزوجة الرئيس الأميركي كلينتون ونائبة الرئيس أوباما في دورته الثانية 

وأثناء الحديث بعيدا عن الكاميرا 

سالت معاليه اين انتم رجالات الدولة الأردنية من هذه المعركة واين تفضلوا أن يكون اصطفافكم مع المرشحين 

فقال لي بطيبته المعهودة 

نحن في الاردن جميعنا ديموقراطيين باستثناء باسم عوض الله ومدير المخابرات محمد الذهبي فهم جمهوريان 

وكوني متابع نهم للوضع المحلي دون الخوض بتفاصيله قلت له ولكن محمد الذهبي وباسم عوض الله يقفان على طرفي نقيض في القضايا المحلية فأكد لي رغم ذلك فكلاهما يحملون توجهات وافكار الحزب الجمهوري 

ولكوني اعرف عمق العلاقات ما بين باسم عوض الله ودولة رئيس الوزراء جعفر حسان خمنت متسائلا هل يا ترى سيكون دولة الرئيس توجهه جمهوري وهل فرضته المعادلات الدولية وخاصة فوز ترامب في الدورة الحالية 

وهل هذا التوائم بين سياستنا المحلية والسياسة الأميركية جلب الفوائد للبلاد والعباد 

وهل يا ترى مسموح لنا بالخروج عن النص بأن يكون لدينا رئيس وزراء لا يصرح اليوم تصريحا وغدا يصرح بنقيضه تحت ضغط غضب الملك في مواجهة خلل جوهري يتعلق بالاستثمار والعلاقة بين الحكومة وبرنامج الملك المشجع للاستثمار وكيفية إدارته دونما تدخل وتطفل من ثقافة الفساد ومثقفيه على المستثمرين وطموحاتهم بتوسيع قواعد استثماراتهم لتحقيق الربح وهذا حق مشروع للمستثمر يقضي حياته مجتهدا من أجل ذلك فهو ليس جمعية خيرية ولا مؤسسة عامة من واجباتها تقديم الخدمات للمواطنين 

ولكون حكوماتنا اختارت نهج الخصخصة وهيمنة القطاع الخاص على الحركة الاقتصادية في البلاد كان يجب أن ترتب أمورها قانونيا في احتواء الأزمات التي تنتج موضوعيا عن التصادم بين ثقافة الربح لدى القطاع الخاص وثقافة السطو والرشوة من صناع القرار وتدريبهم لتحمل مشقات العمل في هذالوصع لأن اموال القطاع الخاص ليست كاموال القطاع العام الذي يستسهلون نهبها 

وبعد الانتخابات المحلية في الولايات الأميركية وفوز زهران ممداني مثلا كرئيس لبلدية نيو يورك وهي كما قال ترامب انها مدينتي التي احب  وممداني يشكل كابوسا اعتراضيا في مواجهة ترامب مما اضطر ترامب أن يهاجمه بابشع الأوصاف التي تروق للثقافة الأميركية ولكن بعد فوزه قال ترامب فلياخذ ممداني فرصته ولسوف التقي معه 

لحظتها قلت 

اذن من الممكن أن نخرج من علبة التقسيم الذي حددها لي معالي الوزير حازم قشوع وممكن أن يكون لدينا رئيس وزراء يعرف تفاصيل حياتنا وشعابها  المتعددة مدينة وريف ومخيم وبادية وما هي ماكولاتنا الشعبية  وكيف نذهب لمدارسنا سيرا على الاقدام ونشرب الماء الغير معالج صحيا وما هي اضرار التوسع بالثقافة الاستهلاكية وماذا يعني غياب مفهوم دولة الرعاية وكيف نعالج اختلال ميزان العدالة الاجتماعية في فرص التشغيل والفرق في سلم الرواتب بين البطة البيضاء والبطة السوداء وهل هناك من امكانية لترتيب الموازنة العامة بعيدا عن جيوب المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود   

وكيف سيكون هذا الوطن للجميع والجميع للوطن 

ما ورد سابقا وقائع واحلام

ارجو أن لا تواخذونا عليها