د. رانيا سامي بدر : الملكة رانيا العبدالله.. صوتٌ يشبهنا، قوةٌ تحملنا، وفخرٌ يسكن كل امرأة أردنية

هناك شخصيات لا تحتاج إلى كثير من الكلام كي نفهم أثرها… شخصيات يكفي حضورها لنبصر شيئًا من أنفسنا فيها. هكذا هي جلالة الملكة رانيا العبدالله بالنسبة لي، وبالنسبة لكثير من الأردنيات؛ امرأة لا تمثل الأردن فحسب، بل تمثّل القلب النابض لكل امرأة تحلم، تتعب، وتنهض كل يوم لتثبت أنها قادرة.
منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها الملكة رانيا على الساحة العامة، لم تكن "ملكة" بالمعنى التقليدي؛ بل كانت وجهًا إنسانيًا قريبًا لنا جميعًا، وصوتًا صادقًا يلامس هموم الناس ويحوّلها إلى مبادرات حيّة. في كل مرة تتحدث، نشعر أن الحديث موجّه إلينا نحن، إلى المرأة الأردنية التي تكافح بين مسؤوليات الحياة وتحدياتها، وتصرّ، رغم كل شيء، على بناء مستقبلها بيديها.
وبجهودها في التعليم والتنمية والتحديث، استطاعت الملكة أن تغيّر واقعًا كاملًا. ليس لأن المبادرات مؤثرة فحسب، بل لأنها جاءت من قلب يؤمن بأن التعليم هو الطريق الحقيقي للمساواة والتمكين. من مبادرة "أهل الهمة" إلى مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، نرى في كل خطوة إيمانًا بأن مستقبل الأردن يبدأ من طفل يتعلم، وشاب يحلم، وامرأة تُمنح الفرصة لتصنع فرقًا.
وفي مواقفها الإنسانية، لم تكن الملكة رانيا يومًا متفرجة؛ بل حملت قضايا اللاجئين، والأطفال، والأسر المتعثرة بصوت قوي، ووقفت أمام العالم بثقة جعلت الأردن حاضرًا في كل ملف إنساني كبير. استطاعت أن تجمع بين الدفء والأناقة، وبين العقلانية والجرأة، وأن تكون في الوقت ذاته الملكة والأم والصديقة.
فكم من مرة شعرتُ أن نجاحها يعزّز يقيني بأن المرأة الأردنية قادرة على الوصول إلى كل ما تحلم به؟ وكم مرة شعرتُ أن طريقتها وابتسامتها… تشبه شيئًا في داخلي؟ وحضورها ما هو إلا انعكاسًا لأحلامنا؟
لقد جعلت الملكة رانيا العالم يرى الأردن بعيون مختلفة؛ يراه بلدًا نابضًا بالوعي، متسامحًا في روحه، إنسانيًا في رسالته، وبلدًا به نساء لا يعرفن للمستحيل معنى. وبصفتي امرأة أردنية، لا أشعر فقط بأن الملكة رانيا تمثلني؛ بل أشعر أنها تحمل صوتي، وحلمي، وقصتي. تمضي بثباتٍ يشبه صلابة جبالنا، وتعمل بصمتٍ يشبه حكمة أمهاتنا، وتثبت للعالم أن القوة ليست صخبًا… وأن الأنوثة ليست ضعفًا. لقد علمتنا أن التغيير لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى امرأة تؤمن برسالتها.
إنها ليست مجرد ملكة. إنها فخر كل امرأة أردنية… وصوت حاضر في كل واحدة منا


















