د. هادي المحاسنة الحمايدة يكتب :- فرسان الحق… نهجٌ راسخ وصونٌ دائم للوطن

في حضرة أجهزتنا الأمنية الباسلة، يقف القلب إجلالًا قبل أن تقف الكلمات. فهؤلاء الرجال الذين اعتادوا الظل بدل الضوء، والعمل بدل الظهور، والسهر بدل النوم، هم الذين يبقى الوطن بهم مرفوع الهامة، شامخًا، مطمئنًا، ثابتًا على خطى الأمن والاستقرار.
إنهم فرسان الحق… الذين لا تُرى ابتساماتهم لكن تُرى آثار بصمتهم في وجوه الناس المطمئنة، وفي شوارع آمنة، وفي وطن ينام أبناؤه على يقين أن هناك من يسهر لئلا تُمسّ ذرة من أمنه.
فرسان الحق ، ومن يقف معه من الأجهزة الأمنية كافة، ليسوا مجرد مؤسسات… بل درعٌ من نور، وعيونٌ ساهرة، وصدورٌ تتقدم الصفوف حين يتراجع الجميع. هم الذين يواجهون ما لا نراه، ويدفعون ما لا نشعر به، ويحملون عنّا ثِقل الخطر لنبقى نحن نردد بكل ثقة: الأردن بخير.
ولأن العمل الأمني ليس مهمة، بل رسالة، تجد أبناء هذا الجهاز يعملون في صمت، يكتبون قصص البطولة بلا ضجيج، ويحمون الوطن بلا انتظار لثناء أو شكر. يكفيهم أن يروا الأردن قويًا، وأن يطمئنوا إلى أن شعبه ينعم بالأمان.
وفي كل محطة مرّ بها الوطن، كانت هذه الأجهزة السند الذي لا يميل، والخط الذي لا ينكسر. كانت السياج المنيع الذي تتكسر عليه المؤامرات، والجسر الذي عبر به الأردن إلى برّ الاستقرار في محيط يموج بالتقلبات.
إنهم رجالٌ يعرفون قيمة القسم، ويحفظون العهد، ويؤدون الأمانة، ويؤمنون أنّ خدمة الوطن شرف لا يعلوه شرف.
رجالٌ إن مشوا حملوا ثقة الوطن، وإن وقفوا وقف خلفهم تاريخ من الإنجاز، وإن صمتوا صمتت معهم مخاطر كبيرة لم تصل إلينا.
وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نقول لهم:
حماكم الله أينما كنتم، وثبّت خطاكم، وجعل عملكم في ميزان الخير والعطاء ، فأنتم حماة الديار، وسياج الوطن الذي لا ينام، واليد القوية التي تصون أمن الأردني وتُبقيه آمنًا مطمئنًا.
بوركتم… وبوركت سواعدكم… يا فرسان الحق.
نسأل الله أن يحفظ الأردن أرضًا وملكًا وشعبًا وجيشًا وأجهزةً أمنيةً باسلة، وأن يبقى هذا الوطن في كنف الطمأنينة، مرفوع الراية، مصان الجبهة، قويًا بقيادته الهاشمية الحكيمة، وسمو ولي عهده الأمين، ورجال أمنه الشجعان.
اللهم احفظ الأردن حصنًا منيعًا، ودارًا آمنة، وواحة استقرار في كل حين.
الدكتور هادي المحاسنة :- عميد شؤون الطلبة جامعة العقبة الطبية


















