+
أأ
-

ضرغام هلسا يكتب :- نحن الشباب لنا الغد

{title}
بلكي الإخباري

 

 

يوم السبت بتاريخ 29/11/2025 استيقظنا على نهار جديد تميز بالاعتزاز بجهد تطوعي متكامل نفذه شباب وشابات قريتنا حمود الكرك في مناسبة انتهاء أعمال البازار الخيري وإضاءة شجرة الميلاد المجيد كتقليد سنوي معبر عن تعددية ثقافية وروحيه يعيشها الاردن العربي منذ الأزل

ومن خلال التقييم الجماعي لهذا النجاح الكاسح تم تسجيل العناوين التالية كمرشد ودليل عمل 

اولا

العمل التطوعي الجماعي لا يمكن أن يحقق نتائج إيجابية أن لم يكن هناك انسجام وتفاهم وتوافق قيمي وأخلاقي بين المجموعة المنفذة والهيئة المشرفة على التنفيذ

فبعد انا اتخذت الهيئات المشاركة في الاحتفال قرارها بانتفاء الضرورة لتأجيل هذا الاحتفال كما حصل في العام المنصرم تقديرا واحتراما وتضامنا مع مأساة شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة العزة وجنوب لبنان الصامد دائما في وجه كل طغيان

وجدنا هذا العام بأن أمتنا تولد من جديد ولن نسمح للعدوان أن يدمر روح ثقافتنا في صناعة الفرح لأطفالنا وعائلاتنا الحريصة على أحياء هذه الأيام المباركة لبث روح التفاؤل وحب الحياة للناس جميعا 

ثانيا

وتم التفويض الجماعي لتلك الطلائع الشابة من أطباء ومهندسين وصيادلة وخريجي كليات العلوم الإنسانية وطلبة الجامعات وطلاب الثانويات في المدارس الحكومية والخاصة

وعندما باشروا في التنفيذ رسموا خطة عمل واضحة المعالم ومحددة بالنقاط وبتوزيع مهمات متقن 

ثالثا

 وقبل إجراء أي خطوة عملية واحتراما لمن تربوا على أيديهم ومنحوهم الثقة في إدارة العمل عقد لقاء مشترك بين لجنة شباب حمود والهيئة العامة لجمعية حمود الخيرية ومندوبين عن الجهات الأخرى المشاركة شبيبة كنيستي الروم الأرثوذكس وشبيبة الروم الكاثوليك

وقدم رئيس لجنة شباب حمود الدكتور الشاب شربل صايل الخيطان جوهر خطة العمل واضعا كل الاحتمالات من أجل نجاح الاحتفالية ومواجهة أية معوقات قد تبرز أثناء العمل أو أثناء الفعاليات الاحتفالية 

فنالت الخطة رضى الجميع وكنا حريصين على تقديم كل الدعم المعنوي لهم 

رابعا

ولاعطاء الاحتفال طابعا رسميا وشعبيا تم التواصل مع معالي وزير الداخلية مازن عبدالله الفراي لرعاية احتفالنا وإضاءة شجرة الميلاد وبدون تردد أعطى معاليه الموافقة على المشاركة ورعاية الحفل لأنه منتمي فعلا لروح القرية ونبضها وهو ابن القرية الجارة الجديدة والتي تبعد أربعة كيلومتر عن قرية حمود فشارك معنا فرحة الاحتفال كمواطن اردني يعيش في تفاصيل روح قريتنا منسجاما انسجاما تاما مع روح قريته الجارة الجديدة وطبيعة العلاقات الودية بين أهل القريتين عبر تاريخ وجودهما 

وبعد أن نجح الاحتفال نجاحا كاسحا لا بد أن نسجل الملاحظات الإيجابية التالية 

اولا 

لم يكن هذا الإنجاز شخصيا بقدر ما كان عملا تطوعيا وبتفويض جماعي من كل أبناء القرية كبارها وصغارها  رجالها وسيداتها 

فكان النجاح لروح العمل التطوعي وسيادة مفهوم قريتنا هي وطننا الصغير واعادة الروح لذاكرة اهلها وتراثهم المجيد مسؤولية تقع على عاتق الجميع

ثانيا

كان التنظيم في ارقى مستوياته وشابه بعض الخلل في لحظة وصول معالي الوزير لسببين رئيسين الاول كثافة المشاركة من كل أنحاء محافظة الكرك ولم يكن هناك تقدير واضح لهذا العدد الكبير من المشاركين وثانيا وجود بعض الأشخاص من ذوي الحاجات من خارج القرية أثاروا بعض الضجيج بتدافغهم من أجل تقديم عروض حال تخصهم لمعالي الوزير وهنا تساهلنا في الأمر لمعرفتها بأن كثير من الناس ذوي الحاجات كالغرقى يتشبثون بقصلة لعل فيها نجاتهم 

ثالثا 

كل المؤسسات والافراد اللذين قاموا لعرض منتجاتهم توقفوا في بيع ما قدموا من منتجات فكانت فرحتهم رائعة ولرحنا معهم ومن أجلهم 

رابعا

هذه الروحية في العطاء لم تكن حالة عابرة بل تراكم طبيعي لجهد هؤلاء الشباب وخاصة في السنوات الأخيرة فقد نجحوا بتشجير أطراف شوارع القرية باشجار الزنزلخيت ذات الضلال الوارفة 

واعطت بهجة لكل من يزور قريتنا 

ونجحوا بإقامة اكثر من فعالية على مدار سنوات مضت بإضاءة شجرة الميلاد ماعدا العام الماضي نتيجة لظروف الأمة العربية وخاصة في غزة ولبنان

وقدموا جهدا مميزا في إحياء الذكرى المئوية الاولى لمدرسة حمود التاريخية وساهموا بجهد موزون في مهرجان قرية حمود الثقافي التي قامت به جمعية أبناء حمود لإحياء التراث الثقافي والتاريخي لحمود 

وبناءا على كل ما سبق 

استطيع أن أؤكد أننا أمام شباب طليعي متعلم وواعي لدوره ومسؤوليات الاجتماعية ولم يعد من السهل اختراق طبيعة علاقاتهم الودية وروحيتهم بالعمل الجماعي مهما علت بعض أصوات الأنانية والانا الشخصية لأنها أصبحت في عرفهم جزء من الماضي ومكانها في حاويات المهملات ولم يعد لها مكان لدى شباب يملكون إرادة الحوار بالاختلاف والاتفاق وصناعة القرار الجماعي فالف تحية للجنة شباب حمود كل باسمه من شباب وصبايا  وكل الشكر لفعاليات القرية من رجال ونساء لأنهم وضعوا ثقتهم المطلقة بأداء هؤلاء الشباب فكان دورهم علامة اعتزاز وفخر تسجل في مجلد تاريخ وتراث قريتنا 

نعم أيها الشباب 

انتم من اثبتم صحة مقولة شاعرنا بشارة الخوري (الأخطل الصغير )

نحن الشباب لنا الغد  ومجده المخلد

نحن الشباب

شعارنا على الزمن   عاش الوطن عاش الوطن

بعنا له يوم المحن     ارواحنا بلا ثمن