نيفين عبد الهادي : خبز وعلاج.. رسالة وفاء أردنية لغزة

أمس، يوم يضيف للعطاء الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للأهل في غزة مبادرات جديدة، يوم استقبل به الغزيون عطاء أردنيا حقيقيا عمليا، برسالة واضحة للعالم أن الأردن لن يخذل غزة، وما زال يقف معها بما هو عملي وبما يلمسه ويعيشه أهل القطاع بعيدا عن زخرف القول، وعن البحث عن بلاغات لغوية تنقل مواقف الأردن إنسانيا وإغاثيا ودبلوماسيا تجاه غزة.
بوضوح وبصوت يجاهر به الغزيون والفلسطينيون فإن مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك هي الأكثر عملية، وهي التي تقدّم عملا لا قولا، وبطبيعة الحال المواقف الأردنية تاريخية متجذرة عبر زمن طويل بأيامه، صعب بتفاصيله، لكنه بقي متشبثا بمواقفه وثوابته، بتأكيدات مستمرة أنه باق وسيبقى على هذا النحو، حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم الشرعية بإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
وفي إطار الجهود الأردنية المستمرة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى غزة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإمداد الغذائي وتوفير الخبز في ظل الظروف الإنسانية الصعبة هناك، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، أرسلت القوات المسلحة الأردنية مخبزين متنقلين إلى قطاع غزة، ليصبح عدد المخابز الأردنية المتنقلة في غزة ثلاثة مخابز، وسيبدأ عملهما فور وصولهما إلى القطاع، وتصل الطاقة الإنتاجية لكل مخبز نحو70 ألف رغيف خبز يوميا، وكما هو معروف فإن أول مخبز أردني متنقل في غزة باشر عمله بداية العام الحالي، وأنتج أكثر من 11 مليون رغيف خبز منذ مباشرة عملياته في القطاع.
ويوم أمس، أجلت القوات المسلحة الأردنية، الدفعة الثامنة عشرة من أطفال قطاع غزة المرضى، وضمت 16 مريضا و51 مرافقا، ضمن مبادرة «الممر الطبي الأردني»، التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية لدعم الأشقاء الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم الإنسانية في القطاع، وسيخضع الأطفال المرضى للعلاج في المستشفيات الأردنية، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ضمن منظومة العمل الطبي والإنساني التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، بهدف توفير الرعاية الصحية والإسناد الطبي لأهل غزة.
وبذلك يحضر الأردن في فلسطين وغزة خلال الساعات الماضية كعادته بمواقف وإجراءات عملية، يقدّم العون والإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، يقدّم لغزة عونا ملموسا ويوجه بالوقت ذات للعالم رسالة واضحة يذكّر بها بأن معاناة غزة لم تنته، بل على العكس هي أكثر ما تحتاج اليوم للسند والدعم وإيصال المساعدات.
وها هي يد العون الأردنية مستمرة في العطاء لتخفيف الآلام صحيا وغذائيا، وهو أكثر ما تحتاجه غزة اليوم، تقدّم رغيف خبز وعلاجا يساهم بشكل عملي بإشباع أطفال غزة، ويقدّم لهم العلاج، فحين يخف الألم تتسلل شمس الحياة للغزيين، فغزة ما تزال محاصرة، ووجع أبنائها وأطفالها يزداد عمقا وحناجرهم تزداد صراخا ليجدوا الأردن دوما معهم.
وما إرسال مخبزين إضافيين، وإجلاء عدد من أطفال الغزة إلاّ نقطة من بحر عطاء أردني لم يتوقف يوما لدعم الأهل في غزة، رغم ما تضعه إسرائيل من عراقيل لمنع وصول المساعدات للأهل في غزة، ورغم كل التعقيدات العسكرية التي تفرضها إسرائيل، إلاّ أن الأردن يسعى جاهدا لعدم ترك غزة وحدها، بإدراك كامل أن الغزيين يحتاجون كل شيء في ظل ما يعيشون من ظروف قاسية بل أكثر، ويقدّم دوما نورا يتغلّب على عتمة حياة الغزيين، بكل ما هو عملي، ليعيشه الغزيون ويبقى الأردن حاضرا في الشارع الغزي بما هو عملي ويتلمس احتياجاتهم وأوجاعهم، ففي الخبز الأردني وتقديم العلاج للأهل في غزة رسالة وفاء وحبّ أردنية


















