هاني الدباس يكتب :- شراكة نوعية في السياحة تقدم الأردن بوجه آخر

اصبحت الفعاليات الكبرى اليوم لغة جديدة في صياغة صورة الوجهات السياحية، لغة تجمع بين التأثير الإعلامي والعمق الاقتصادي وجودة التجربة.
وقد بدأت ملامح هذا التوجّه بالظهور بوضوح في المملكة مع انطلاق تعاون فعلي بين وزارة السياحة والفنادق العالمية العاملة في المملكة، هذا التعاون ينطلق من قناعة مشتركة مفادها ان بناء التجربة السياحية لا يتحقق بجهد فردي، بل بشراكة تُدار بوعي ورؤية.
هذا التناغم بين القطاعين يفتح الباب أمام مرحلة مختلفة، يتجاوز فيها دور الفنادق حدود الإقامة التقليدية بل يصبح عنصرًا فاعلًا في صناعة الحدث نفسه.
وقد بدأت بعض الفنادق العالمية بتنظيم فعاليات ثقافية وترفيهية تستهدف نزلاءها والزوار من الخارج، بالتوازي مع دعم الوزارة لهذه الجهود وتوجيهها ضمن هوية وطنية واحدة، ما خلق نموذجًا من التكامل لا التناحر والتنافس.
تبرز أهمية هذا النهج بالاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، فتجربة الدوحة خلال كأس العالم قدّمت مثالًا صارخًا على ما يمكن أن يحدث عندما تتكامل الدولة مع القطاع الفندقي: ليس ملعبًا فقط، بل مدينة كاملة تُدار مثل فعالية واحدة. ورغم اختلاف السياق، إلا أن الأردن اليوم يتحرك باتجاه مشابه على مستوى الرؤية، حيث تُبنى الفعاليات بطريقة تُبرز خصوصية المكان وتستند إلى خبرة الفنادق العالمية في إدارة الضيافة وتنظيم التجارب.
لم يعد هذا التعاون مجرد فكرة، بل بدأ بشكل عملي ملموس ينعكس على تفاصيل العمل اليومي: رفع معايير الخدمة، تحسين أساليب التسويق، تطوير نوعية البرامج، وتقديم الأردن كوجهة قادرة على استضافة فعاليات تتجاوز نطاقها المحلي.
الشراكة لم تعد خيارًا، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية واقعية لصناعة حضور طويل الأمد في السوق السياحي.
ان مواقع استثنائية مثل البحر الميت والبترا والعقبة وجرش، تضيف لهذه الرؤية جملة قيم مُضافة ستشكل مجالاً واسعاً لتطوير فعاليات تقدم الأردن بوجه جديد، يعتمد على التجربة والجودة والابتكار.
ان انطلاق هذا التعاون بين الجانب الحكومي وسلاسل الفنادق العالمية، يمهد الطريق لتأسيس نموذج أردني خاص في إدارة الفعاليات، نموذج يمكنه أن يصنع فرقًا ويترك أثرًا.


















