القيسي في مناقشة الموازنة: 'الرقم أصبح ظلاً ثقيلاً'.. ويطالب بتحقيق "العدالة المكانية" في العاصمة

شارك النائب نصار القيسي بكلمة مؤثرة ومُركَّزة خلال مناقشة مشروع قانون الموازنة، انتقد فيها اعتماد الحكومات على "الرقم" كذريعة لتبرير سياساتها، ودعا إلى إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن من خلال تفعيل المسؤولية الأخلاقية، وتحقيق العدالة المكانية في العاصمة عمان.
📌 انتقاد صمت المسؤول وتغول الرقم:
افتتح القيسي مداخلته مستحضراً قول الشاعر الجواهري، ليقول إن "الرقم لم يعد مجرد قيمة مالية، بل بات ظلاً ثقيلاً يدخل إلى تفاصيل حياة الناس"، مشدداً على أن "صمت المسؤول أمام وجع الناس ليس فضيلة"، ولا يليق بمن أقسم على حمل الأمانة.
⚖️ الدعوة للمسؤولية الأخلاقية والعدالة المكانية:
وجه القيسي سؤالاً حول "المسؤولية الأخلاقية" للحكومات المتعاقبة تجاه الوجدان الأردني، مشيراً إلى أن الدولة تتحمل مسؤولية لا تقل أهمية عن معالجة الفقر والبطالة، وهي "مسؤولية الإحساس بالعدالة".
وأكد أن البناء الحقيقي يبدأ من الإنسان والثقة، وليس من الأرقام، وطالب الحكومة برؤية تعب المواطن الأردني ووضعه في مقدمة الاهتمام.
كما تساءل بصراحة عن سبب تركيز المشاريع الكبرى والمؤسسات الأساسية في عمان الغربية فقط، متسائلاً: "لماذا لم تُبنَ وزارة مركزية واحدة في عمان الشرقية؟"، ومؤكداً أن هذا التوزيع غير العادل يرسل رسالة سلبية لأبناء الجوفة، ماركا، الأشرفية، الجبل الأخضر، ورأس العين. ودعا رئيس الوزراء إلى أن تكون جولاته الحقيقية بين الناس رسالة بأن "الدولة موجودة حيث يجب أن تكون".
✅ كلمة إنصاف وتفاؤل مشروط:
على الرغم من انتقاداته، وجه النائب القيسي كلمة إنصاف للفريق الاقتصادي في الحكومة الحالية، معترفاً بأنهم "اتخذوا قرارات جريئة في ظرف شديد التعقيد، وبدأوا يحركوا الأدوات الإصلاحية بطريقة مختلفة". وأعلن تفاؤله بقدرة هذا الفريق على تحقيق نتائج أفضل، شرط أن يترافق عمله مع "مقاربة اجتماعية أقرب لاحتياجات المواطن الأردني".
وأكد القيسي في الختام على أن الإصلاح لا يعني فقط إعادة هيكلة المؤسسات، بل "إعادة هيكلة السلوك الحكومي نفسه"، داعياً إلى حكومة "تتحرك أفقياً لا عمودياً، تنزل إلى الشارع قبل المكتب".















