أ. د. مصطفى محمد عيروط : مثلث الشمال السياحي: كنز وطني لم يُستثمر أكثر بعد؟؟

من يزور ويذهب مثلي إلى منطقة الشمال دائما و يرى المناظر الجميله في عجلون ولواء الكوره -منطقة بلدية برقش ووادي الريان المشهور بوادي الرمان وكفر عوان وكفر راكب والاغوار ومنطقة ام قيس والمخيبة وسد وادي العرب ومنطقة تلفريك عجلون في منطقة اشتفينا
فشمال الأردن يمتلك في رأيي مثلثًا سياحيًا غنيًا ومتنوعًا يضم عجلون، ولواء الكورة و وخاصة منطقة بلدية برقش، والأغوار الشمالية وصولًا إلى أم قيس والمخيبة في لواء بني كنانه . وهو مثلث تتجاور فيه غابات الجبال الخضراء مع الأغوار الدافئة، ويلتقي فيه التاريخ ، والطبيعة بالإنسان، في مشهد جغرافي نادر خلال مسافات قصيرة.
فعجلون وبرقش تمثلان الرئة الأكبر الخضراء للأردن، بما تضمانه من غابات كثيفة ومناخ معتدل صيفًا، ومقبول ورائع شتاء وصيفا يجعلان منهما مقصدًا طبيعيًا للهروب من حرّ الصيف ومناظر جميله في الشتاء. ورغم توفر الطرق والكهرباء والخدمات الأساسية، ما تزال السياحة فيهما قد تسمى موسمية ومحدودة، وتحتاج أكثر إلى مشاريع نوعية وتطوير كالفنادق ، والمسارات الجبلية المنظمة، ومراكز الزوار بتوافر خدمات متقدمه وخاصة المرافق الصحيه في مختلف الأماكن والتي تحوّل الزيارة السريعة إلى إقامة حقيقية.قصيره أو طويله
أما لواء الكورة وخاصة مناطق بلدية برقش ووادي الريان كفر عوان وكفر راكب ومنها الاغوار وخاصة طبقة فحل التاريخيه ، فيحمل هوية زراعية وتاريخية أصيلة، تعكس جمال الريف الأردني وعمق العلاقة بين الإنسان والأرض. هذه المنطقة مؤهلة لتكون نموذجًا للسياحة الريفية، عبر بيوت الضيافة، والمزارع السياحية، وتسويق المنتجات المحلية، بما يحفظ التراث ويخلق فرص عمل لأبناء المنطقة، ويعزز بقاء السكان في قراهم بدل الهجرة.الى المدن الكبرى وخاصة عمان واربد والزرقاء والعقبه
وفي الأغوار الشمالية، تبرز ميزة طبيعية استثنائية، تتمثل في المياه المعدنية والمناخ الصحي شتاءً. هذه الخصائص تجعل المنطقة مؤهلة لتكون مركزًا للسياحة العلاجية والاستشفائية، إلى جانب السياحة الزراعية، إلا أن الاستثمار ما يزال محدودًا، ولا يرقى إلى مستوى الإمكانات المتاحة الموجوده .
وتأتي أم قيس والمخيبة كواجهة تاريخية ودينية وثقافية، بإطلالتهما الفريدة على بحيرة طبريا والجولان، وقربهما من مواقع أثرية مهمة وتوفر المياه المعدنيه في المخيبه وقرب سد وادي العرب منها وضريح الصحابي معاذ بن جبل . فهذه المواقع لا ينبغي أن تُختزل في زيارات قصيرة، بل تستحق اقتناع المستثمرين بالتعاون مع الدوله إقامة مشاريع لأهميتها التاريخية، وتوفر خدمات سياحية متطوره ، وتحوّلها إلى محطات إقامة وتأمل ومعرفة.
فالمنطقه فيها موارد وتحتاج إلى رؤية شمولية تنظر إلى هذا الامتداد الجغرافي كإقليم سياحي متكامل، تُربط مواقعه بمسارات واضحة، ويُسوّق كوحدة واحدة تجمع بين الطبيعة والتاريخ والعلاج . تشجع دخول القطاع الخاص بشراكات حقيقية ومستدامة.
فالاستثمار في مثلث الشمال السياحي يعتبر في رأيي خيارًا تنمويًا وطنيًا، يحقق عدالة في توزيع التنمية ويحد من الهجره الى المدن ، ويعزز الاقتصاد المحلي، ويخلق فرص عمل، ويحافظ على البيئة والهوية الثقافية.
و من خلال عملي عميدا لكلية اربد الجامعيه والزرقاء الجامعيه كنت قد اقترحت إنشاء كلية جامعيه على غرار الكلية الجامعيه في اربد التابعه لجامعة البلقاء التطبيقيه فعدد سكان المنطقة في لوائي الكوره والاغوار الشماليه ولواء بني كنانه وبلدات في عجلون يتجاوز كما اعتقد ٣٠٠الف نسمه واعرف طلبه يأتون لدراسة البكالوريوس والماجستير في كلية اربد الجامعيه والجامعه الاردنيه وكلية الاميره عاليه الجامعيه في عمان وكلية عجلون الجامعيه ويمكن أن تكون كليه عامه في تخصصات انسانيه مطلوبه والتركيز على تخصصات سياحيه وإنتاجيه مهنيه
ويمكن تشجيع ابناء المنطقه المستثمرين على إنشاء هذه الكليات أو تحويل مدرسه كبرى إلى كليه جامعيه كما بدأت كلية اربد الجامعيه
ورايي بأن هذه المناطق في شمال الأردن خاصة لا ينقصها الجمال ولا التاريخ ولا الإنسان، بل تحتاج ، إلى خطة متكاملة، بتحويل المكان إلى تجربة سياحية متكاملة بمشاركة القطاع الخاص ودعمه وتشجيعه . ، فيصبح هذا المثلث رافعة تنموية حقيقية، وكنزًا وطنيًا يُستثمر كما يستحق.
للحديث بقيه
مصطفى محمد عيروط



















