العقبة في الشتاء.. نموذج للتضامن والتكافل

رغم أن العقبة تُعرف بقلّة تعرضها للمنخفضات الجوية وتمتعها بأجواء دافئة نسبيا في فصل الشتاء إلا أن بعض الظروف الاستثنائية قد تجلب معها منخفضات تؤدي أحيانا إلى تشكل السيول وتأثر بعض المنازل لمداهمة مياه الأمطار لها ما يجعل من الشتاء في العقبة مساحة لقيم التكافل الاجتماعي، حيث تتكاتف جهود المؤسسات الرسمية والأهلية والمبادرات التطوعية لمواجهة تحديات الظروف الاستثنائية، كما يؤكد متحدثون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وتعمل سلطة العقبة من خلال مديرياتها ووحداتها المتخصصة، على تعزيز جاهزية البنية التحتية للتعامل مع الظروف الجوية، وتوفير خدمات الطوارئ، وإسناد فرق الميدان للتعامل مع تجمعات المياه والانزلاقات، إضافة إلى تنفيذ حملات توعية حول السلامة العامة في موسم المطر لتنفيذ برامج مشتركة لتشمل توزيع الطرود الشتوية على الأسر ذات الدخل المحدود.
وتخصص شركات عاملة في العقبة في إطار التزامها بالمساهمة في التنمية المحلية، جزءا من برامجها السنوية لدعم المبادرات الإنسانية والإغاثية خلال الشتاء، وبما يعزز مفهوم الشراكة المجتمعية ويعكس دور القطاع الخاص في خدمة المجتمع، فيما تطلق غرفة تجارة العقبة في كل موسم شتاء حملة إنسانية، بالتعاون مع تجار المحافظة، تهدف إلى دعم الأسر المحتاجة وتوفير المساعدات الأساسية والتخفيف من الأعباء المعيشية، في إطار تعزيز التكافل الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية.
وبرزت خلال السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الشبابية والمجتمعية الهادفة إلى دعم الأسر المحتاجة خلال الشتاء والإغاثة العاجلة وتوفير وسائل التدفئة (صوبات، كاز، أغطية) والمواد الغذائية.
وقال رئيس مبادرة "اترك اثرا" الحائزة على جوائز عربية وعالمية في العمل التطوعي الدكتور محمد كريشان، إن للمبادرة قصص نجاح بارزة مثل ترميم منازل تعرضت لحرائق أو أضرار جسيمة بسبب الأحوال الجوية.
وأضاف، إن دور المبادرة لا يقتصر على التوزيع التقليدي، بل يتميز بالتنظيم والجودة وحفظ كرامة المستفيد مثل حملة (الأثر الدافئ) لكسوة الشتاء والتي تتميز بضمان "الإحسان في العطاء" من حيث فرز الملابس وغسلها وكيها، وتغليفها لتبدو وكأنها جديدة قبل توزيعها على الأسر العفيفة والأيتام بالتعاون مع جمعيات محلية مثل مبادرة "نقطة ابتكار" و "جمعية نساء العقبة".
وأشار الى أن المبادرة تضم حرفيين وفنيين ومتطوعين للاستجابة للحالات الطارئة مثل ترميم المنازل ودهانها وتنفيذ تمديدات كهربائية آمنة وصيانة النوافذ والأبواب، وأحياناً إعادة تأثيث المنزل بالتعاون مع المحسنين.
بدوره، قال أشار خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي الى أن التكافل الاجتماعي في فصل الشتاء يشكل ركيزة أساسية في تعزيز تماسك المجتمع واستقراره لما يحمله من معانٍ إنسانية تتجسد في تفقد الأسر العفيفة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتلبية احتياجاتهم في ظل الظروف الجوية القاسية.
وأكد أن مبادرات تقديم العون والمساعدة، سواء أكانت فردية أم جماعية، تسهم في تخفيف الأعباء المعيشية والنفسية عن الفئات الأكثر هشاشة، وبعث الإحساس بأنهم في أمان.
وأضاف، إن هذه الممارسات تعزز قيم التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، وتُسهم في ترسيخ المسؤولية الاجتماعية، ما يخلق أثرًا إيجابيا مستداما يمتد ليشمل المجتمع بأكمله.
--(بترا)

















