+
أأ
-

فيجا ابو شربي تكتب :فاتورة النظام العالمي الجديد

{title}
بلكي الإخباري

 

في ظل ما يُسمّى بـ«النظام العالمي الجديد»، لم يعد التطرّف خللًا عارضًا أو استثناءً أمنيًا، بل نتاجًا طبيعيًا لمنظومة كاملة ساهمت في صناعته ثم ادّعت محاربته. هذا النظام لم يكتفِ بغضّ الطرف عن جذور التطرّف، بل أعاد إنتاجها مرارًا عبر سياسات مزدوجة، وتحالفات مصلحية، وتوظيف انتقائي للأيديولوجيا.

ماذا كانوا يتوقّعون؟

أن تُربّى مجتمعات كاملة على القهر، وتُهدم دول، وتُفرَّغ السياسة من معناها، ثم يُطالَب الأفراد بأن يكونوا «معتدلين» و«عقلانيين»؟

أن تُستخدم التنظيمات المتطرّفة كورقة ضغط حينًا، وكفزّاعة إعلامية حينًا آخر، ثم يُستغرب حين ترتدّ هذه الأدوات على صانعيها؟

الأخطر من الحادثة نفسها، أن منفّذ الهجوم كان جزءًا من جهاز أمني، أي نتاج منظومة يفترض أنها «مُفلترة». هذا وحده كافٍ ليطرح سؤالًا مرعبًا:

هل المشكلة في الأفراد؟ أم في البيئة الفكرية والسياسية التي جعلت التطرّف خيارًا ممكنًا، بل أحيانًا منطقيًا، في نظر البعض؟

النظام العالمي الجديد لم يفشل في القضاء على التطرّف، لأنه لم يكن يومًا جادًا في ذلك. هو فقط أراد تطرّفًا مضبوط الإيقاع:

يشتعل حيث يخدم، ويخمد حيث يضر.

لكن النار، حين تُغذّى طويلًا، لا تعترف بالخرائط ولا بالتحالفات.

لذلك، ما حدث قرب تدمر ليس صدمة…

إنه فاتورة مؤجَّلة، تُسدَّد الآن، وربما لاحقًا، ما دامت الأسباب قائمة، وما دام العالم يصرّ على معالجة النتائج بدل الاعتراف بالجريمة الأصلية:

صناعة الفوضى باسم النظام، والتطرّف باسم الاستقرار.