+
أأ
-

ندوة حوارية تناقش فكرة المدينة الجديدة وتصوراتها المستقبلية

{title}
بلكي الإخباري

 نظّمت جماعة عمان لحوارات المستقبل، اليوم الثلاثاء، ندوة حوارية بعنوان: "المدينة الجديدة (عمرة).. تاريخ الفكرة وتصوراتها المستقبلية"، تحدث فيها المهندس الاستشاري صخر دودين، متناولاً أبعاد الفكرة وأسس اختيار الموقع والرؤية التخطيطية المستقبلية.

واستهل دودين الندوة بطرح تساؤلين محوريين حول الحاجة إلى إنشاء مدينة جديدة، ومدى ملاءمة موقع عمرة لذلك، مشيراً إلى أن تخطيط المدن ليس مفهوماً حديثاً، بل فكرة ضاربة في عمق التاريخ، مستشهداً بمدن تاريخية كدمشق والقدس والقاهرة وبغداد، التي خُطط لها قبل بنائها بقرون، إذ أُنشئت بغداد، على سبيل المثال، وفق تخطيط دائري، فيما نشأت القاهرة الحديثة من الفسطاط، وخضعت دمشق لتخطيط سابق للعصر الإغريقي في ظل الحضارتين الآرامية والسريانية.

وأوضح أن اختيار موقع عمرة جاء استناداً إلى جملة من المعايير، أبرزها قربه من مسار السكك الحديدية القادمة من دول الخليج العربي، وتوقعات الانفجار السكاني في مدينتي عمان والزرقاء، إضافة إلى قربه من مطار عمان الدولي بنحو 40 كيلومتراً، ووقوعه في منطقة وسطى تلتقي عندها الحدود السورية والعراقية والسعودية، فضلاً عن كون الأرض مملوكة للدولة.

وأشار إلى توفر مقومات حيوية في المنطقة، من بينها حوض الأزرق الذي كان يتمتع بوفرة مائية، إلى جانب إمكانات توليد الطاقة النظيفة من الرياح والطاقة الشمسية، مبيناً أن مساحة المدينة الجديدة تُقدّر بنحو 500 ألف دونم، سيُخصص منها نحو 42 ألف دونم لإقامة منطقة دولية لعقد المؤتمرات والمعارض، إلى جانب أكاديمية رياضية متخصصة ومدينة ترفيهية.

ولفت دودين إلى أن عدد سكان مدينة عمان يبلغ حالياً نحو 5 ملايين نسمة، بعدما لم يتجاوز 40 ألف نسمة عام 1920، مؤكداً أن الأردن شكّل، عبر تاريخه، ملاذاً للأشقاء العرب، ما أسهم في تسارع النمو السكاني، في وقت لم تتمكن فيه البنية التحتية للعاصمة من مواكبة هذا التزايد، إلى جانب التطور التكنولوجي المتسارع.

وبيّن أن نحو 50 بالمئة من مساحة عمان ما تزال غير مستغلة ومملوكة للمواطنين، موضحاً أن التفكير في إنشاء مدينة جديدة يعود إلى عهد الشهيد وصفي التل، حيث طُرحت آنذاك فكرة التوسع شرق سكة الحديد، لامتداده واتساعه وخلوه من العوائق الطبيعية، مقابل خصوبة الأراضي غربها.

وأكد أن الشركات الهندسية المحلية ستكون شريكاً أساسياً في تنفيذ المدينة، من خلال تصاميم تعتمد التخطيط العمراني الذكي، بحيث تتجه الشوارع من الشمال إلى الجنوب، وتُوجّه قطع الأراضي نحو الجنوب الشرقي، مع مراعاة الاستدامة البيئية في مجالات المياه والطاقة وإعادة تدوير النفايات، مشيراً إلى أن المناخ الحار الجاف للمنطقة يُعد أكثر ملاءمة من المناخ الحار الرطب.

وشهدت الندوة نقاشاً موسعاً تناول مختلف محاور الطرح، أجاب خلاله دودين عن أسئلة الحضور بأسلوب علمي، مستنداً إلى أسس التخطيط والتصميم المعاصر للمدن الذكية