+
أأ
-

سمر نصار: المعمارية الاستراتيجية لنهضة الرياضة الأردنية وصناعة التحول التاريخي

{title}
بلكي الإخباري

 

 

لا يمكن قراءة الطفرة النوعية التي تعيشها الرياضة الأردنية اليوم بمعزل عن الرؤية القيادية العميقة التي أرست دعائمها سمر نصار تلك الشخصية الوطنية المخلصة  التي لم تكتفِ بكسر القوالب النمطية كأول امرأة تتولى الأمانة العامة للجنة الأولمبية، بل أعادت صياغة مفهوم الإدارة الرياضية من تسيير الأعمال إلى  صناعة المستقبل

فما نشهده اليوم من منجزات، وفي مقدمتها بلوغ وصافة كأس العرب والعبور التاريخي نحو نهائيات كأس العالم، ليس وليد مصادفات عابرة، بل هو تجسيد لنهج التخطيط الاستراتيجي طويل المدى الذي تبنته نصار، حيث استبدلت الحلول المؤقتة ببناء مؤسسي متين يرتكز على تطوير البنية التحتية واستثمار الرأسمال البشري من خلال تأهيل الكوادر الفنية والإدارية وفق أرقى المعايير الدولية.

لقد تجلت عبقرية نصار الإدارية في قدرتها الفائقة على تفعيل الدبلوماسية الرياضية، وبناء شبكة من الشراكات الدولية والتحالفات النوعية التي وفرت للقطاع الرياضي موارد مستدامة وبيئات احترافية مكنت الموهبة الأردنية من الانعتاق من المحلية نحو التنافسية العالمية. وبصفتها أيقونة للقيادة النسائية الملهمة، استطاعت نصار أن تبرهن على أن الكفاءة هي المعيار الأوحد لإحداث التغيير، محطمةً بذلك العوائق التقليدية في قطاع حيوي، لتصبح تجربتها منارةً للفتيات والسيدات الأردنيات نحو اقتحام مجالات القيادة والتأثير بكل ثقة واقتدار.

وصول المنتخب الوطني لكرة القدم إلى منصات التتويج القارية والعالمية يمثل الذروة المنطقية لهذه المنظومة المتكاملة التي عملت نصار على هندستها بصمت ودأب؛ فبينما يبرز اللاعبون في الميدان، تظل الإدارة العليا هي المحرك الاستراتيجي الذي يوجه البوصلة ويذلل العقبات. 

لقد وضعت سمر نصار بصمة تاريخية لا تُمحى في مسيرة الرياضة الأردنية، متجاوزةً دور المسؤول الإداري لتصبح قائدة بامتياز، ومثالاً يحتذى في التفاني الذي يحول الأحلام الوطنية الكبرى إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع.