+
أأ
-

الحلويات الشتوية التراثية بين ذكريات الطفولة ودفء البيوت القديمة

{title}
بلكي الإخباري

تحرص العائلات الأردنية مع بداية موسم الشتاء وهطول الأمطار، على العودة إلى تقليدها الشتوية في إعداد الحلويات المنزلية كجزء من التراث الموسمي الذي يربط الحاضر بالماضي، حيث أن أطباق الحلويات تلك لم تعد مجرد أطباق من الحلويات اللذيذة بقدر ما تشكل فرصة تجمع أفراد الأسرة وتعيد ذكريات الطفولة ودفء البيوت القديمة.

وتتصدر قائمة الحلويات التقليدية، (النمورة بالقشطة أو الجبنة، والمامونية، والكلاج بالجبنة، والتمرية)، إلى جانب أصناف دافئة محببة مثل (أم علي، والكاسترد، والتفاح المخبوز بالقرفة، والمهلبية السهلة التحضير)، لتكون خياراً دائماً للجلسات العائلية الشتوية.

وهناك العديد من الحلويات التراثية الأردنية الغنية بمكوناتها الصحية وتتنوع بين البسيطة والفاخرة، ومن أشهرها الحلويات بالسمن البلدي، ومنها اللزاقيات (أو السيالات) وهي فطائر رقيقة تُشرب بالسمن والعسل والسكر، والهريسة الأردنية الغنية بالسمن البلدي وجوز الهند، بالإضافة إلى حلويات تراثية تعتمد في إعدادها على المكونات الأصيلة كالطحين البلدي والسمن البلدي لإعطاء النكهة الغنية والمميزة.

وتقول المواطنة فاطمة حلاله، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هذه الحلويات والتي يتم تصنيعها في المنزل، تتميز بمذاقها اللذيذ، وهي تجمع مع بداية موسم شتوي أفراد العائلة حول المائدة، مبينة أن معظم العائلات تحرص على الحفاظ على ذلك التقليد الشتوي، حتى بات نوعاً من التقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد .

وأشارت إلى أن تكاليف هذه معظم هذه الحلويات مقبولة ومكوناتها متوفرة في معظم بيوت الأردنيين، ويمكن للكثير من العائلات إعدادها والاستمتاع بمذاقها وبطقوسها التراثية الجميلة.

بدورها تقول جميلة طوالبة (أم علي) من إحدى القرى الأردنية، إنه وبمجرد تساقط حبات المطر، تبدأ معظم الأسر الأردنية التفكير بإعداد أنواع الحلويات فرحاً بموسم الأمطار والثلوج، وفي أجواء من البهجة والتي عنوانها الخير والبركة، خاصة وأنها كما تقول تجمع أجواء الشتاء مع لمّة العائلة حول المدفأة وهو مشهد شتوي دافئ يجمع العائلات لتبادل القصص والحكايات الجميلة التي تجمع بين الماضي الجميل والحاضر والمستقبل المشرق.

وأشارت إلى أن كل منطقة في الأردن لديها تفضيل لنوع محدد من تلك الحلويات، فبعض المناطق تفضل المهلبية أو المامونية، وأخرى تفضل اللزاقيات أو الكاستر، مبينة أن هذا التنوع يعود لطبيعة المنطقة وتراثها وكذلك توفر المكونات الأساسية لتلك الأطباق من الحلويات، فمثلا اللزاقيات معظم موادها تتوفر لدى العائلات التي تصنع السمن البلدي والشراك (الخبز) والعسل أو عائلات تربي المواشي .

وعلى الصعيد الصحي، تؤكد أخصائية التغذية أماني جميل، أن هذه الحلويات تمد الجسم بالطاقة والحيوية، لكنها تحذر من الإفراط في تناولها، لا سيما للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السمنة.

من جهته، يوصي طبيب الأسرة محمد زهران بممارسة الرياضة المنزلية أو المشي أو الانضمام إلى النوادي لحرق السعرات الزائدة، ومتابعة مستويات السكر والدهون وضغط الدم بشكل دوري لتجنب أي مضاعفات صحية، مستدركاً أن هذه الحلويات الشتوية التراثية الأردنية تجمع بين القيمة الغذائية الصحية وبين الطابع الاجتماعي والثقافي والفائدة الغذائية، لتظل رمزًا للدفء والعائلة، وفي الوقت نفسه، يمكن الاستمتاع بها ضمن نمط حياة صحي متوازن.