د. محمد رحامنة : تزامنًا مع إعادة تفعيل خدمة العلم

تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، وقد أوضح سمو ولي العهد أن خدمة العلم تعد برنامجًا وطنيًا مهمًا، وتعد في الوقت نفسه أمرًا أساسيًا لترسيخ الهوية الوطنية وارتباط الشباب بأرض الوطن، وأننا- جميعًا- نتحمل واجبًا "كبيرًا" ألا وهو الدفاع عن الوطن وخدمته.
وقد أعقب ذلك تعديل قانون خدمة العلم وفق المراحل الدستورية، وقد تم استدعاء دفعة من الشباب الأردني لأداء خدمة العلم، وهي دفعة مكونة من (2000) شاب، وسيعقبها دفعتان إضافيتان بحيث يصل عدد المؤدين لخدمة العلم إلى (6000) شاب مع نهاية العام 2026.
من جهة أخرى فإن الجامعات تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية؛ فالشباب الأردني الملتحق بمقاعد الدراسة ينهل من العلم ما يعزز الهوية الوطنية، بل إن الجامعات أفردت مساقات متخصصة بهذه المسألة، وأبرزها مساق التربية الوطنية ومساق العلوم العسكرية،، ولم يعد يكتفي في مساق العلوم العسكرية بالنجاح، بل أصبحت مادة تدخل ضمن المعدل الجامعي حتى يبذل الطالب فيها الجهد الكافي لفهمها وعدم الاكتفاء بالحد الأدنى من الجهد لتحقيق النجاح واجتياز المادة.
إلا أن ما يلاحظ انتهاج الجامعات أسلوب التعليم عن بعد (أون لاين) بالنسبة لتلك المساقات، وأيًا كان السبب في ذلك، إلا أنه أضعف من استفادة الطلبة من تلك المساقات، على النحو الذي حد من دور التربية الوطنية والعلوم العسكرية في تعزيز الهوية الوطنية.
إن استمرار نهج التعليم عن بعد بالنسبة للمساقات سالفة الذكر يتعارض مع توجه الدولة نحو إعادة تفعيل خدمة العلم، ويقلل من دور الجامعة في تعزيز الهوية الوطنية كما سبق بيانه، الأمر الذي قد يحتاج إلى إعادة النظر في جدوى التعليم عن بعد والبحث في أفضلية العودة للتعليم الوجاهي بالنسبة لهذه المساقات لتحقيق الغاية المرجوة منها.















