د. عباس المحارمة : الإدارة المحلية القوية "نهضة حضرية ومصلحة وطنية"

في كل دول العالم التي تقدّمت، لم تكن النهضة الحضرية نتيجة صدفة، ولا قرار مركزي يُتخذ من مكتب مغلق. كانت دائمًا تبدأ من الميدان… من البلديات. فالإدارة المحلية هي الخط الأول، والأقرب إلى الناس، والأقدر على فهم التحديات اليومية التي يعيشها المواطن في شارعه وحيّه ومدينته. ولذلك، كلما كانت الإدارة المحلية قوية… كانت المدن أقوى، وكانت النهضة أوضح، وكانت حياة الناس أفضل.
أولًا: المدينة لا تنهض من "الأعلى”فقط فلا بد من تنفيذ الرؤيا من "الأسفل” .
فذلك يعني بأن القرارات الكبرى مهمّة، لكن من يحوّل القرار إلى واقع على الأرض هو البلدية.
وما لم تكن تمتلك رؤية واضحة وقدرة تنفيذية ومرونة في اتخاذ القرار، ستظل المدينة مكانًا يُدار بردّة الفعل… وليس بالمبادرة.
ثانيًا: رؤية جلالة الملك… تمكين الإدارة المحلية..
إنه وعلى امتداد السنوات الماضية، أكّد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من البلديات؛ من المؤسسات الأقرب لحياة الناس اليومية.
وإن رؤية الملك تقوم على تحويل الإدارة المحلية إلى قوة قادرة على التخطيط، الإنجاز، وتحسين جودة الحياة، وليس مجرد جهة خدمات فقط .
فعندما تكون البلديات قوية، شفافة، وقادرة على العمل بكفاءة… ينعكس ذلك مباشرة على ازدهار المدن ونمو الاقتصاد المحلي وتحسين الخدمات.
وكما هو معروف فإن نهضة الدول تبدأ من مدنها… ونهضة المدن تبدأ من بلدياتها..
والإرادة السياسية الواضحة بقيادة جلالة الملك لدعم الإدارة المحلية هي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل حضري أقوى، وخدمات أفضل، ومدن تليق بالمواطن الأردني.
رئيس بلدية سحاب السابق















