+
أأ
-

د.هادي المحاسنة الحمايدة :- حين تتحدث الملامح… الكرك بين وجع المطر وصدق المسؤولية

{title}
بلكي الإخباري

 

 

في زيارةٍ لم تكن بروتوكولية بقدر ما كانت إنسانية ووطنية، زار معالي وزير الداخلية مازن الفراية محافظة الكرك، يرافقه عدد من الوزراء، من بينهم وزير الأشغال العامة ووزير السياحة، وذلك على خلفية الظروف الجوية والمناخية التي شهدتها المحافظة، والأمطار الغزيرة التي هطلت بالأمس، وما نتج عنها من أضرار أثّرت على البنية التحتية وحياة المواطنين.

لم نكن بحاجة إلى خطابات مطوّلة، فقد كانت ملامح وجه معالي وزير الداخلية أصدق من الكلام. حزنٌ واضح، وألمٌ صادق، وشعور عميق بالمسؤولية تجاه ما شاهده وسمعه. من يقرأ تلك النظرات يدرك أن مازن الفراية لم يحضر بصفته الرسمية فقط، بل حضر كابنٍ للكرك، يعرف وجعها ويحمل همّها.

نعم، هناك انزعاج وغضب مشروعان، لكنهما لم يكونا وليدي تقصير لحظي بقدر ما كانا نتيجة مباشرة لقسوة الطقس وشدة الأمطار، التي كشفت هشاشة بعض المواقع والبنى التحتية، وأثقلت كاهل الناس. ومع ذلك، فإن وجود معالي وزير الداخلية والوفد الوزاري في الميدان، وبين الأهالي، رفع المعنويات وبعث رسالة طمأنة بأن الدولة حاضرة، وأن الكرك ليست وحدها في مواجهة هذه الظروف.

معالي أبا عبدالله معروف بقربه من الناس، وبمحبته لوطنه، وحرصه الدائم على التواجد في مناسبات الكرك الكبيرة قبل الصغيرة. حضوره لم يكن مجاملة، بل تعبيرًا صادقًا عن الانتماء وتحمل المسؤولية، وهو ما لمسه كل من التقاه.

كفانا ما قرأناه في نظراتك، وما لمسناه من حزن وألم صادقين، فأنت ومن رافقك تستحقون كل التحية والتقدير، لأنكم حضرتم لتشعروا قبل أن تقرروا، ولتسمعوا قبل أن تعدوا.

وستبقى الكرك حاضرة، ثابتة على ولائها وانتمائها للقيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين، وكلنا ثقة بمؤسسات الدولة وقدرتها على التعامل مع تداعيات هذه الظروف الاستثنائية. فالكرك كانت وستبقى سندًا للوطن، وصوتًا للعقل، وعنوانًا للوفاء.