+
أأ
-

المحامي رايق المجالي يكتب ..برقية إلى عطوفة مدير الأمن الوطني !

{title}
بلكي الإخباري





في إحدى المرات في طريق العودة إلى العقبة من عمان عن طريق العدسية والغور عندما كنت أعمل في المفوضية قبل سنين ليست طويلة وكنت برفقة إبن عم لي كان هو السائق وبعد أحد المنعطفات تفاجأنا بشرطي يقف في منتصف الطريق - والوقت ليلا - ويؤشر للسائق بالوقوف وقد كانت المسافة اقل من ٥٠ أو ٦٠ مترا من نقطة رؤيته إلى نقطة وقوفه، وقد كانت الدورية في ذات اللحظة تقف أمامها ٤ مركبات، واضطر السائق وهو المحترف أن ينحرف إلى اليسار ليتدارك ذلك الشرطي إلى حين الوقوف بعده.





ولما كان إبن عمي هو في الأصل رجل رزين ومتقاعد من الجيش برتبة عقيد وكان أيضا في منصب مهم في العقبة والذي من طبعه الإلتزام بالقانون وعدم مناقشة اي رجل دورية، قال لي عندما تمتمت بكلمات استهجان للموقف :" بالله عليك تسكت وخلي الشرطي اذا بده يخالف يخالف ولا تترجى ولا تبرر "،وفعلا طلب ذلك الشرطي الرخص وذهب الي الدورية ثم عاد وقال :" انت مخالف" وقاطعه إبن العم قائلا : " اكتب مخالفتك وأعطيني الرخص فأمامي طريق طويل"، وعندها تردد الشرطي قليلا ثم أعاد الرخص دون تحرير مخالفة ربما لأنه شعر أن هذا السائق قد يكون عسكريا برتبة - وفعلا إبن عمي هذا - شكله وطريقته في الكلام فيها دائما من رزانة القادة العسكريين الحقيقين وهيبتهم وصبغته عسكرية رغم التقاعد ورغم لباسه المدني.





عندها وقبل أن ننطلق قلت لإبن العم :" انتظر قليلا انا الان لن ابرر ولن اترجى بل اريد ان يعرفوا خطأهم فأنا رجل قانون، فترجلت من السيارة ورفعت صوتي ليس معنى كل من في الدورية وقلت لهم :" انتم تقفون في مكان مخفي للقادم من هذا الإتجاه وتعليماتكم تقول يجب الوقوف في مكان ظاهر عن بعد لمستخدمي الطريق من السائقين، وأنتم قد اوقفتم ٤ مركبات ومركبتنا الخامسة وتعليماتكم تقول يجب أن لا توقفون أكثر من ٣ مركبات في نفس التوقيت ورجل الدورية أشر لنا على بعد ٥٠ متر فقط وتعليماتكم تقول يجب أن لا تقل مسافة الإشارة بالتوقف عن ١٥٠ متر، يعني حتى لو كان سائقنا مخالفا فهو قد إرتكب مخالفة واحدة أما الدورية فعليكم ٣ مخالفات واضحة للتعليمات المستندة لقانون الأمن العام… ¿! ¿!





وأكملت : والله لولا السائق الذي اسكتني ولا يحب مناقشة اي رجل دورية ولولا أننا نريد أكمال الطريق الطويل لنصل قبل منتصف الليل لتمسمرت في مكاني لا أبارحه حتى أسجل شكوى عليكم وأتواصل مع مدير الأمن العام شخصيا، ولكن الظروف هذه المرة تخدمكم ولكن تذكروا انكم تنفذون القانون لذا التزموا انتم أولا ليلتزم المواطن… ¿! ¿! ¿!





وعدت فركبت إلى جانب رفيقي وأكملنا سفرتنا…!





في دولة القانون يجب أن يفهم منفذ القانون هذا القانون وأن يحترمه وإلا لا دولة ولا قانون.





رايق المجالي ابو عناد