خالد عيسى يكتب ..الأمّهات !

حقول الخصب تزهر بأجنة الحياة ، تكوّر البطون يستعير كروية الأرض ، خزائن الخلق تكنز سبائك البقاء ، رحمة الأرحام بنطفة الحياة ..
الأمّهات .. سر سرير طفولتنا ، حين تهزّه بيد ، وتهزّ العالم بيد !
ربات بيوت تربي في حلوقنا مربى العسل ، سيدات الوسائد الساهرات حول الجبين في حرارة المرض ، القانطات كالراهبات ، تنقب الخوف من عيوننا لكي ننام ، حارسات وسائدنا الساهرات ، وصباح الثدي يشرق بالحنان مع الحليب ..
الأمّهات ربات بيوت الأرض ، والأرض حين تربي على مهل غلالها ، صانعات الحياة ، وتحت أقدامهن خارطة الطريق الى الجنة ..
الأمّهات قلق الشبابيك تنقب صبر انتظارها لكي نعود سالمين ، وسلامتنا من ذئب اليتم ، وحب كامل الدسم تضعه شطائر معجونة بالحنان في حقائبنا المدرسية ، ولهفة الأبواب ، وعيونها السحرية بعودة الغائب .
الأمّهات أحضان بحجم الكون تمنح الحب لهذا الكوكب ..
في عيد الأم ربيع الحياة حين يكرّم سيدة الخصب ، ويضع اكليلاً من زهر اللوز على رؤوس الأمهات ويفيض بالحب ..
في عيد الأم لروح أمي الرحمة ولأرواح الأمهات الراحلات ولكل الأمهات الباقيات طول العمر !



















