+
أأ
-

خالد عيسى يكتب ..في يوم الأرض .. أنا مقطوع من " الشجرة " !

{title}
بلكي الإخباري





لا عصفور في يدي من عصافير الجليل ، ولا شجرة في غربتي تورق بالبلاد ، وحده العندليب يخبرني سأعود يوما الى الشجرة !
والشجرة هي قريتي التي تغفو على تلة لها شكل واو عطف في منتصف الطريق بين الناصرة وطبريا ، وأحيانا لها حيرة اشارة الاستفهام في ترددها ان تختار ان تكون من قضاء الناصرة او من قضاء طبريا ..
حسم الجليل أمر حيرتها وقرر : انها من قضاء طبريا ، وعاشت حياتها بين نسمات بحيرة طبريا برائحة سمك الصيادين ، ونسمات مرج ابن عامر بعبق الزيزفون ..
لا قرية اليوم في قريتي التي دمرتها عصابات بن غوريون ، وهاغانا اسحق شامير ، بعد معركة طاحنة ، سقط فيها كثير من الشهداء ، كان منهم الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود الذي حمل روحه على راحته من عنبتا قضاء طول كرم والقى بها في مهاوي الردى في الشجرة ..
وبين روح عبد الرحيم محمود ، وروح أبو عرب تصحو الشجرة في غربتي الاسكندنافية ..
لا شجرة في الشجرة كل ما بقي منها شجيرات صبار نفد صبرها بانتظار العائدين الذين لم يعودوا من " مخيم العائدين " في حمص ، او من مخيم اليرموك في ضواحي دمشق ..
ولا حياة تسر الصديق فقط ممات يسر العدا ! وخيبات تلوك قهرها في مخيمات الشتات ..
نحن أيتام الأرض نستحضر أرواح مدننا وقرانا في المنافي ونحلم مثل كل البشر بمسقط رأس لا يسقط منا ، نحلم بوطن مثل كل المخلوقات على أرض الله الواسعة التي لا تتسع فقط لنا نحن شعب المشحّرين حين قرر شعب الله المختار ان يتمختر علينا ، ويحط كالجراد على بلادنا ، ويلتهم زرعنا ، ويمص ضرعنا ، ويقضم خبز بلادنا نتشة نتشة !
مازلنا نتنفس زعتر وبين " شهيد " وزفير
ننفخ آه لوعتنا ، وترسم أنفاسنا خارطة فلسطين من النهر الى البحر ! ونحمل مفاتيح بيوتنا في وجه صدأ أقفالها ، ونحلم بعصفور في اليد من عصافير الجليل في قرية اسمها الشجرة !