"زيد ابو زيد"... حكاية العنقاء التي قامت منتصرة

يتنافر القطب السالب مع نظيره السالب، وكذلك يفعل القطب الموجب، أمَا أن تتغلب الكف العارية على رأس المخرز المدبب المعد للثقب وإحداث الأذى فذلك عجب عجاب، ولكن عجبي قد زال وأنا أرى كفَ المقاوم الفلسطيني في رام الله وغزة والقدس ونابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية تواجه طعنة المخرز الصهيوني مرة وهي تضم قبضتيها تلوح بها في وجه ذلك الغاصب الصهيوني وتصرخ في وجهه " أخرج من أرضي فهذه بلادنا " ومرة أخرى وهي تلطم وجه الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح ، ومرة تحمل الحجر في وجه الدبابة المعتدية ومرة أخرى والأسير الفلسطيني يتحدى سجانه بشموخ، ومرة وروح المقاومة تضحك في وجه صواريخ الاحتلال التي تحملها طائرات العدوان لأن روح المقاومة في الجسد الفلسطيني آمنت بربها وقضيتها .
وهنا فالكف تقف في وجه المخرز وعندها فان النقيض الضعيف يمكن أن يهزم النقيض القوي ، وأن الكف العارية تفل حديدة المخرز ، فأي قلب لك يا مقاوم ذلك الذي تجاوز الخوف ، وأيُ إرادة تلك التي تحملها بين جنبيك لينطبق عليك القول : إن أجدادك قوم جبارين فليعلمن إذن كيف يكون الرجال رجالاً والنساء من أحفاد خولة بنت الأزور نساء ، عَلمي أولئك المتخاذلين النائمين على الحرير والمقيمين في القصور، والانتهازيين الجبناء كيف تكون الأوطان أمانة في الأعناق، وكيف يكون التخاذل سبَة في وجوههم وعاراً يحملونه على أكتافهم ، علميهم يا أيتها الروح المقاومة كيف يصبح القلب بركانًا متفجراً ، وكيف يكون حجرك وقبضتك رعباً للمحتل الذي انتهك براءة الطفولة وعز الرجولة في هذا الزمان الذي طلبنا فيه السلام ولكن العدو قابله بالفجور الاخلاقي والاعتداء الآثم.
علميهم يا أيتها الروح المتوقدة ما لم يتعلموه في المدارس والجامعات، وفي آداب المجالس والمجتمعات، علميهم فنحن بحاجة لكثير من علمك الفطري، وخبرتك الطويلة . لأن أرضاً تنجب المقاومين جديرة بأن تكون من جند فلسطين، جند الأقصى والقيامة، وسليلة عمر الفاروق والناصر صلاح الدين، وإن شعبًا ينجب أمثال المقاومين الذين نراهم كل يوم في أرض فلسطين المباركة لا بد منصورٌ منصورْ، وليحكم المحتل الغاصب قاتل الأطفال وغاصب الأرض على كل مقاوم كما يريد، فكف المقاوم الفلسطيني قوية قاسية كقسوة حجاره الأقصى ، وهي قادرة على هزيمة كل مخارز أولئك القتلة مغتصبي الأوطان وهادمي البيوت ، وإن للظالم جولة ولكنها لا تدوم ، فالمقاوم في فلسطين كالعنقاء خرجت من رماد النار وانطلقت محلقه في سماء الحرية معلنه عن فجر الانتصار على غطرسة الجيش الإسرائيلي ومؤكدة جملاً طالما رددناها على أن هذه القطعان المدججة بالأسلحة جبانه حتى أمام طفله او طفل فلسطيني وان التغريبة الفلسطينية لم تنتهي فصولها بعد وان الورقة الاخيرة في جيب المقاوم لا في جيب المحتل .



















