+
أأ
-

"زيد ابوزيد"... نظرية التغيير ورحلة التجديد

{title}
بلكي الإخباري


نظرية التغيير التي يتقرر فيها بناء المنظومة السياسية الجديدة القادرة على الحياة في ظل التسارع الذي يصيب العالم ، سيكشف بشكل واضح أولئك المتنقلين دوما على سلم الكراسي الموسيقية منتهزين كل فرصة لركوب الموجة الجديدة معتقدين أنهم بحارة مهرة وهم في حقيقتهم أسوء الممثلين وأكثرهم وضوحا لكل مدقق .
فبين المبادئ والقيم وغيابها، مساحة تمتد، وعوالم تتحرك، وأناس ينتقلون من بعد لآخر، وكلام يتناثر بين التفاصيل، والغائب في الغالب هو الروح التي قدست المبادئ، وحافظت على الانتقال بين عالم الماديات وعالم المثاليات، ولذلك فإن أخطر ما يواجه العمل النضالي في الواقع هو أؤلئك الممثلون الكمبارس الذين يلعبون ادوارهم في الخفاء وينسجون تحالفات المصالح وتبادلها بينهم وهنا ولتعقيدات هذه المسائل وفهمها وفهم طبيعة التناقض القائم بين الفكر المبدع والخلاق الذي تطرحه نظرية الحرية والديمقراطية من جهة , وبين كافة العقائد البالية التي تجسدها ثقافات المنفعه السائدة في شتى صورها من جهة أخرى بون شاسع تكشفهإرادةالتغييرالسياسيةانرافقتهاثورةإداريةواجتماعيةفيإطارالقواعدالدستوريةوالقانونية.
من هنا نستدل عبر كافة التراكمات التاريخية المعوقة لتأكيد وترسيخ فكر الحرية الإنساني الممثل لفكر الشعب , أنه في حال العجز عن استيعاب اي فكر جديد ومجاراة التغيير ينتقل أولئك الى لعب أدوارهم الحقيقية كما عاشوها في واقع الماديات الفارغ بعيداً عن حرفية السياسه وابداع المناضلين المنافحين عن الحرية فتستهويهم الموائد والحفلات اكثر بكثير من حراك الشارع وقضايا الناس المطلبية.
وفي الحديث عن نظرية الحرية فستظل ممارسة السياسيين حيالها غير فاعلة الأمر الذي يحتم بالضرورة التأكيد على فهم طبيعة التناقض القائم بينها وبين القوى المعادية لها , وهذا لن يتأتى إلا عن طريق التعمق في الدراسة والتحليل لنظرية الحرية ذاتها وبشكل علمي سليم بعيداً عن الدراسة العشوائية والعاطفية والتحليل السطحي لها ،مؤكدين على دور المبشرين بالفكر ورواده ،انطلاقاً من الفهم العميق أيضا لدورهم ضماناً لقبول الدور على قاعدة الفهم ليسهل فهم السلوك مما يسهل فهم وقبول الفكرة.
إن تحديات الفكرة تتطلب من متبنيها الصبر والمثابرة والوعي بمتغيرات العالم الخارجي وتوازنات الحياة،وحاجة المجتمع للتجديد في إطار وحدة الفكرة خوفاً من التمزق والضياع ،متقبلين التباين أحياناً في وتائر العمل و الاهتزازات التي تحصل ، تمهيداً لمعالجة الخلل والتغيير ضمن المنهج الواحد واكتساب المجتمع لروح الفكر الجديد المبشر بحضارة جديدة لها قواعدها ومفاهيمها ليجد الإنسان في نفسه نموذج هذه الحضارة الجديدة ماثلاً متجسداً يستهوي أفئدة الظامئين إلى حياة جديدة في عالم جديد تسوده الحرية والعدالة والتقدم .