+
أأ
-

بوتين يضغط على حفتر لدعم تنصيب «نجل القذافي» رئيساً لليبيا

{title}
بلكي الإخباري

تساؤلات باتت تطرح من قبل المتتبعين للمشهد السياسي الليبي حول حقيقة دور روسيا الجديد في الوقت الذي مازالت العملية السياسية في ليبيا تسير فيه وتتطور، ومدى استمرارها في دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أو تغييرها لسياستها المتبعة وتوجهها نحو المترشح الآخر الذي ظهر بشكل فجائي وأثار ردود فعل محلية واسعة .
محللون كثر أكدوا أن روسيا لن تدعم حفتر مجدداً، وإنما بدأت تتوجه لدعم سيف الإسلام القذافي وبقوة، ظناً منها بحصوله على دعم شعبي أقوى وحظوظ أكثر للظفر برئاسة ليبيا مستقبلاً، ولقيادة بعض القوات العسكرية التي ستحقق مصالح روسيا التي ترى أنها لن تحققها إلا على الأرض.
وكالة بلومبرغ قالت في تقرير نشرته الخميس، إن روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين تضغط على حفتر لدعم -منافسه في وقت ما- سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية.
وأضافت في تقريرها، أن الرئيس فلاديمير بوتين يتحدى الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك القوة الإقليمية الصاعدة تركيا، في محاولة للارتقاء بنجل الدكتاتور السابق، سيف الإسلام القذافي، وفقاً لثلاثة أشخاص في موسكو على دراية بالجهود، كما أوردت الوكالة.
أما عن الدول الداعمة لهذه الخطة، فقالت بلومبرغ إن روسيا واثقة من دعم مصر لخطتها، نقلاً عن شخصين مطلعين في موسكو، رغم وجود تلميحات في القاهرة بأن الوقت مبكّر لمصر لتقرر موقفها.
أما عن إيطاليا فقد نقلت الوكالة عن شخص وصفته بالمطلع في العاصمة الروسية أن موسكو لديها أيضاً قبول ضمني من إيطاليا، التي كانت حتى الآن أقرب إلى حكومة طرابلس المنافسة، مقابل رفض من الإمارات ومعارضة من فرنسا للخطة.
وقالت الوكالة إن وزارة الخارجية الإيطالية لم ترد على طلب للتعليق، وأنه لم يتسن لها الاتصال بالمسؤولين المصريين للتعليق كذلك، ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية والفرنسية عند سؤالهم عن ليبيا.
أما عن حفتر، فقالت الوكالة إن ثلاثة مقربين من حفتر في ليبيا قالوا إن حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد يريد بنفسه التنافس على الرئاسة، غير أن جميع من صرحوا بذلك للوكالة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب حساسية المشهد السياسي الليبي.
وقالت إن الناطق باسم حفتر المسماري، مازال يتجاهل أي تلميح إلى أن حفتر يتعرض لضغوط لدعم سيف الإسلام، قائلاً إنه ليس لديه معلومات عن الأمر ولم يعلن أحد ترشيحه حتى الآن.
أما عن تركيا فقالت الوكالة نقلاً عن مسؤول وصفته بالكبير في أنقرة، إن تركيا تعتبر فكرة عودة القذافي “ليست ضمن نطاق الاحتمالات”، ويوافقها في ذلك -حسب بلومبرغ- المسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت إنه يمكن لقواعد الانتخابات من الناحية النظرية أن تمنع القذافي من الترشح، أو تثير مشكلة ازدواج الجنسية الأمريكية الليبية لحفتر.
كما صرح المستشار السياسي الروسي مكسيم شوغالي، الذي سُجن لأكثر من 18 شهراً في ليبيا بتهمة التخطيط لترشح سيف الإسلام للرئاسة، رداً على أسئلة من بلومبرغ عبر البريد الإلكتروني، بأن هدف روسيا هو ضمان “حكومة قوية”، رافضاً فكرة التحالف بين حفتر وسيف ووصفها بأنها “غير مرجحة اليوم”.
أما عن حفتر وسيف، فقد استبعد مراقبون للمشهد نجاح أي مقاربات تجمع الرجلين معاً على هرم السلطة، لا سيما مع ما شعر به مؤيدو سيف الإسلام من تخاذل من قبل حفتر الذي لم تتوان مليشياته في مدينة سرت، حاضنة سيف الشعبية، عن قتل أبناء المدينة دهساً بالمدرعات، وعن طريق مرتزقة أجانب بدم بارد.
إلا أن رئيس البرلمان والمشرعن لحفتر، عقيلة صالح، صرح بشكل واضح عدم قبول المطلوب لمحكمة الجنايات للدخول في السباق الانتخابي، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي.
وإلى جانب عدد من أعضاء البرلمان الموالين لمعسكر الشرق الذين شددوا بقوة على ضرورة استبعاد أي مطلوب للقضاء في جرائم، وذلك بعدما استشعروا خطر ترشح سيف الإسلام، وخلط هذا الخبر للأوراق، خاصة أن نجل القذافي ارتبط اسمه في أذهان الليبيين مع حقبة ما قبل فبراير، والتي ورغم سوئها إلا أنها تظل تحوي شيئاً من الاستقرار مع خدمات لا بأس بها… إلا أن سيف الإسلام القذافي بدأ فعلياً وفي إطار مناطق الجبل الغربي وسرت وبني وليد؛ أي المناطق التي تتوسط ليبيا، في حشد المؤيدين له من كتائب مسلحة ومواطنين، بل أظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو قيام عدد من المواطنين بطباعة ملصقات لحملته الانتخابية.
وواقعياً، أثار ظهور سيف الإسلام القذافي، موجة دعم شعبي من قبل فئة كبيرة من الشعب. ورغم أن ظهوره كان غامضاً وغير واضح، إلا أنه حرك أصحاب الراية الخضراء الذين ركنوا أصواتهم جانباً ممتنعين عن تأييد أي أحد، وواقعياً يعتبر عددهم ليس بالقليل.
التحدي بين سيف الإسلام وحفنر يثير المخاوف من عدم قدرة مرشحي المنطقة الغربية والشخصيات الوطنية القيادية الجديدة خوض هذه المعركة، خاصة مع استخدام سيف وحفتر لطرق غير نزيهة لحشد الدعم الشعبي، فحفتر تشير كل الدلائل إلى عزمه تزوير الأصوات الانتخابية، أما سيف فيخشى البعض من تشكيل مسلح يدعمه.





القدس العربي