نيفين عبد الهادي تكتب ... من برقش.. الملكة تغيّر بوصلة السياحة

غيّرت جلالة الملكة رانيا العبد الله من وجهة البوصلة السياحية أمس الأول خلال مشاركتها في برقش بمحافظة اربد المسير بجزء من أحد مسارات درب الأردن، جاعلة من هذه المنطقة الهامة وجهة سياحية ابتعدت عن الاهتمام السياحي، وغابت عن الأولويات السياحية رسميا ومن القطاع الخاص، جاعلة منها مقصدا سياحيا هاما ورائعا، اضافة لإشارات جلالتها الهامة للسياحة البيئية، الأمر الذي يجب أن يجعلها حاضرة على الأجندة السياحية.
جلالة الملكة خلال مشاركتها في أحد مسارات درب الأردن والذي اشتمل المسير خلاله التوقف في عدد من النقاط مثل جلسة مهارات الملاحة ودرب الفن وغيرها، وجهت للتي هي أقوم سياحيا، فهذه المنطقة تتمتع بجمالية نادرة وثرية وخلابة، اضافة لما عبّرت عنه جلالة الملكة من ضرورة الحفاظ على نظافة المكان، وهو الأقوم في الحصول على منتج سياحي متكامل، فمن غير المقبول أن نؤذي جمال الطبيعة بالنفايات التي تعدّ في تراكمها ضربة مؤذية لأي منتج سياحي.
في زيارة جلالتها لبرقش، تلخّص عشرات الرسائل السياحية الهامة والتي على القطاعين العام والخاص وحتى المجتمعات المحلية التقاطها، وصولا لمنتج سياحي مثالي، يكمّل جمالية المكان وروعته، ففي السير بالمسار إشارات من جلالتها بأهمية هذا النوع من السياحة، وما يشكله من اضافة نوعية تزيد من تنوّع وثراء المنتج السياحي الأردني، وفي ملاحظات جلالتها حول نظافة المواقع السياحية أيضا أهمية كبرى كان على الجهات ذات العلاقة بهذا الجانب التنبّه لأهميتها، وعلى ضرورة الحفاظ على نظافة المواقع السياحية، وعدم وصولها لواقع سيئ يضر بها وبشكل السياحة المحلية بصورة عامة.
جلالة الملكة، عبّرت عن سعادتها وفخرها بفريق درب الاردن؛ وبما يقدمونه باعتباره تجربة غنية وفريدة بكل المقاييس، وأنه من أولى المبادرات التي طورت السياحة البيئية واستطاعت ان تبني مجموعة من الخدمات والنشاطات لاستثمار موارد المنطقة الطبيعية والمجتمعية بطريقة مستدامة وبمواصفات عالية، وفي ذلك رسالة هامة بشأن السياحة البيئية وأنه يمكن وضعها أولوية على الخريطة السياحية والتنبّه لأهميتها كونها من الأنواع السياحية التي يمكن الاستثمار بها ضمن أقل الامكانيات.
ولم تبتعد جلالتها عن واقع الحال وظروفه التي فرضتها كورونا خلال السنتين الماضيتين، معتبرة جلالتها أنها ساهمت الى حد كبير في تنشيط السياحة الداخلية والاستمتاع بجمال وتنوع مناطقنا وكرم وحسن ضيافة أهلها المعروف عند الاردنيين، فيما شددت على أهمية المحافظة على نظافة تلك المناطق، كل هذا يمكن من خلاله التأكيد أن جلالة الملكة غيّرت من وجهة بوصلة السياحة المحلية نحو الكثير من الايجابيات، التي من شأنها خلق حالة سياحية مثالية على كافة الجهات ذات العلاقة التنبّه لها، بما فيها المجتمعات المحلية سيما وأن جلالتها أكدت أهمية شراكتها في السياحة تحديدا عندما التقت جلالتها في منزل محمد وميسون دويكات مع مجموعة من مزودي الخدمات في عدد من المناطق المشمولة بالمسارات مثل ام قيس وراسون وعجلون وارميمين والسلط، ففي ذلك أيضا اشارة هامة لدورهم في تشجيع السياحة وجعلها منظومة متكاملة خالية من النواقص . ــ الدستور


















