+
أأ
-

حرق وتدمير لكنائس.. استنكار أميركي ومناشدات حقوقية لتدخل دولي بميانمار لوقف الانتهاكات بولاية مسيحية

{title}
بلكي الإخباري

عبّرت الولايات المتحدة الأميركية عن بالغ قلقها تجاه "انتهاكات جسيمة
لحقوق الإنسان ارتكبتها القوات البورمية في ولاية تشين بما في ذلك تقارير
عن قيام القوات بحرق وتدمير أكثر من 100 منزل وكنائس مسيحية".





واستنكرت الخارجية الأميركية في بيان "الأعمال الوحشية على يد النظام
البورمي ضد المواطنين ومنازلهم ودور عبادتهم"، وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء
"تكثيف قوات الأمن البورمية للعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد
بما في ذلك ولاية تشين ومقاطعة سيغاينغ"، داعية نظام ميانمار إلى الوقف
الفوري لأعمال العنف، والإفراج عن جميع المعتقلين "ظلما"، وإعادة البلاد
إلى مسار الديمقراطية.





وتعهّد بيان الخارجية الأميركية بمواصلة المساءلة عن "العنف المروّع
الذي كان وما زال يرتكب من قبل النظام ضد شعب بورما، وسوف نستمر في دعم شعب
بورما وجميع أولئك الذين يعملون من أجل استعادة المسار الديمقراطي وإيجاد
حلّ سلمي للأزمة".





يذكر أن الخطاب الرسمي لدول غربية عديدة ما زال يستخدم اسم "بورما" بدلا من ميانمار، وكذلك بعض وسائل الإعلام الغربية، وهو الاسم الذي يستخدم في منطقة جنوب شرق آسيا منذ تغييره عام 1989 من قبل النظام العسكري في البلاد.









مناشدات للمجتمع الدولي





وكانت منظمة قومية تشين لحقوق الإنسان في ميانمار قد ناشدت أمس الأحد
مجلس الأمن للتحرك لإنقاذ سكان بلدة ثانتلانغ وغيرها من بلدات ولاية تشين
ذات الأغلبية المسيحية شمال غرب ميانمار، مطالبةً بعقد جلسة لمجلس الأمن
للوقوف على حال المدينة التي تعرضت لأعمال حرق وقصف مدفعي استهدف أكبر
كنيستين، وحرق نحو 160 منزلا للسكان في اليومين الماضيين، بما فيها مقر
منظمة تشين لحقوق الإنسان وجمعيات إنسانية أخرى، مؤكدة أن ذلك حدث بعد
أعمال حرق أصابت 4 قرى أخرى قريبة.





وأظهرت تسجيلات من الجو بثتها المنظمة الحقوقية ما يبدو أنهم عناصر
للجيش الميانماري يتحركون نحو إحراق مبان قريبة من كنيسة المعمدان في مدينة
ثانتلانغ، رغم انقطاع تسجيل الفيديو لأسباب فنية كما تقول المنظمة، مشيرة
إلى أن الجيش تلقى دعما إضافيا بوصول 15 شاحنة تقلّ مزيدا من عناصره.





من جانبها، قالت وكالة "تشيند وين" المعارضة إن الجيش الميانماري أسس
قاعدة فوق المرتفعات المطلّة على المدينة لإحكام السيطرة ومراقبتها، وقد
توعدت قوات الدفاع الشعبي المعارضة بالانتقام لما حدث، وبأنه لا تفاوض مع
جيش ميانمار عندما يتعلق الأمر بدم المواطنين.









60 ألف نازح ولاجئ 





وتقول منظمة "بروسيكيوشن" أو "كريسيتيان كونسيرن الدولية" المعنية بحقوق الأقليات المسيحية إن بلدة ثانتلانغ التي يقطنها نحو 10 آلاف من قومية تشين باتت خالية بعد أن هجرها السكان إلى الأرياف والمدن الأخرى، مما يجعلها عرضة لمزيد من الحرائق، كما أن هناك حاجة إلى معونات غذائية وطبية لآلاف النازحين في الولاية.





بل إن منظمة تشين لحقوق الإنسان تشير إلى أن النازحين من
الولاية يبلغون 60 ألف شخص، 30 ألفا منهم عبروا الحدود إلى ولاية ميزورام
الهندية -وتقع في أقصى شمال غرب الهند- في حين توزع العدد الباقي على أرياف
الولاية وبلداتها، وتقول المنظمة إن المنازل التي تعرضت للحرق منذ شهر
أغسطس/آب تقدر بنحو 300 منزل، وهو ما بث الرعب في نفوس السكان ودفعهم إلى
النزوح عن بلداتهم وقراهم.





من جانبها، دعت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار كريستين سشرانار بيرغينر إلى موقف دولي موحد يمنع تصاعد الأزمة الحالية. وقال مكتب الأمم المتحدة في ميانمار -في تغريدة له- إن الأوضاع الإنسانية والحقوقية والأمنية ازدادت سوءا في الأسابيع القليلة الماضية في ولاية تشين ومقاطعتي سِيغاينغ ومغوي، وتعيد إلى الأذهان ما حدث في ولاية أراكان عام 2017، ومع تزايد الحشود العسكرية في المنطقة فإن المبعوثة الخاصة كررت أهمية إنهاء العنف والتوصل إلى حل شامل عبر الحوار









كما استنكرت حكومة الوحدة الوطنية المعارضة ما يرتكب في
ولاية تشين من تهجير للسكان وحرق للمنازل والكنائس، وصولا إلى ما يقع من
عنف في ولايات أخرى، ودعت وزارة الصحة -في الحكومة التي تمثل النواب الذين
انتخبوا في انتخابات العام الماضي وانقلب عليهم الجيش- في بيان لها الأمم
المتحدة وآسيان إلى مراقبة ما يحدث هناك والتدخل لوقفه.





في مقابل ذلك كله، نفى المتحدث باسم الجيش الميانماري الاتهامات بالهجوم على المدينة وحرق منازلها وكنائسها، وقال إن ذلك من تدبير قوات الدفاع الشعبي المعارضة.









ولاية ذات أغلبية مسيحية





يشار إلى أن ولاية تشين تقع في أقصى الشمال الغربي لميانمار، وهي محاذية لولاية أراكان، ويسكنها أقل من نصف مليون نسمة، وهي ذات طبيعة جبلية وعرة، وقد ظلت من أقل المناطق تنمية وأكثرها فقرا في البلاد، حيث تشير بعض الأرقام إلى أن نسب الفقر فيها تبلغ 73% من السكان، وسكانها متوزعون على الأرياف الجبلية التابعة لـ9 بلدات، وثانتلانغ التي تعرضت لأعمال الحرق في اليومين الماضيين هي واحدة من هذه البلدات.





وكما يتميز المشهد الديني والقومي في ولاية أراكان المجاورة لها بالحملات العسكرية التي شنّتها حكومات العسكر المتعاقبة على أقلية الروهينغا التي تتقاسم العيش مع قومية الريكاين البوذية في ولاية أراكان، فإن ولاية تشين تميزت دينيا بكون نحو 85% من سكانها مسيحيين، مقابل 13% من البوذيين ونسبة قليلة من المسلمين وأصحاب المعتقدات القديمة الأخرى، ولطالما تحدثت منظمات تشين الحقوقية والكنسية عن اضطهاد تتعرض له قومية تشين دينيا وإنسانيا، رغم أنهم إثنيا وثقافيا متوزعون على قبائل مختلفة ويتحدثون لغات متباينة نظرا إلى الطبيعة الجبلية للولاية.





المصدر : الجزيرة