+
أأ
-

إيران ودلالات عودة روحاني

{title}
بلكي الإخباري عمر الرداد
لأا يمكن النظر لنتائج الانتخابات الإيرانية، التي اتت بحسن روحاني بولاية رئاسية ثانية، باعتبار عودته هي مجرد خيار مارسه ناخبين ادلوا بصوتهم ومؤيدين للإصلاح وحسب، بل إن العودة تضمن لإيران استمرار فاعلية العلاقة مع الغرب، وتعد تعبيرا عن رسالة ودّ مقابل استعداء واشنطن "الترامبية" لها، والتي تقرع الحرب ضدها، ويمكن أن يكون ذلك مؤشراً على أن الايرانين يقولون للغرب بأنهم يؤيدون اتجاهات التيار الاصلاحي في المصالحة  مع الغرب، بما يعني رفض طروحات التيار المتشدد، في الستار الحديدي على الطريقة السوفياتية،حيث حنيفة أكلت ربها. لكنهم قد لا يؤيدون دعوات واشنطن في تخلي ايران عن مكاسبها ونفوذها في خارج حدودها، أي في سوريا والعراق واليمن.
كما أن هذا الفوز يأتي في سياق مآلات الاسلام السياسي بنسخته الشيعية، ويبدو أنها تتطابق إلى حدّ بعيد مع مآلات الاسلام السياسي السني، في المزيد من التراجع، في إطار سياقات دولية لم تعد تلتف للايدولوجيا.
من المرجح أن تذهب إيران بعد هذا الفوز إلى صراعاتها الداخلية وستكون ملفات كتيرة بدءا من الأوضاع الاقتصادية مروراً بالحريات وحقوق الانسان وقضايا الدعارة والمخدرات ...إلخ ميدانا للصراع بين النخب المحافظة والمجددة. ومع ذلك لا اظن أن مهمة المعتدلين ستكون سهلة ولن يتم حسم هذا الصراع قريبا،لكن فرصة سانحة امام المعتدلين للبناء على تراكمات سابقة، تؤيدها سياقات دولية تدفع باتجاهات الاعتدال.
التيار المتشدد لن يستسلم بسهولة وسيبدي مقاومة حادة، مستثمرا ادواته وسيطرته على مفاصل مؤسسات الدولة، ومؤسساتها الرديفة، وخاصة التشكيلات والأطر الأمنية والعسكرية، وتحديداً الحرس الثوري،مع الاخذ بعين الاعتبار ان المساحات التي يتحرك فيها هذا التيار خارج حدود الدولة الايرانية.
وعلى عكس ما يفترض ان تذهب ايران للتهدئة وتبريد الملفات الخلافية مع جيرانها، فمن المرجح أن يواصل التيار المحافظ زيادة وتيرة تدخله في مناطق الصراع الاقليمية (سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن ) بهدف افشال تيار الاعتدال، وارسال رسائل للداخل والخارج بأن ايران دولة اقليمية لها مقعدها الدائم على أية طاولة اقليمية.