+
أأ
-

علا الشربجي تكتب : جس النبض .. الحكومة ترفع والشعب “مصدوم”! 

{title}
بلكي الإخباري








بدأت الحكومة الاردنية بعملية التحضير النفسي للشعب الاردني مثل بداية الزحف البطيئ لشبح الظلام الى أن يكتنفك داخل جوفه ، لتبدأ القنوات الفضائية بتصوير التقارير الاخبارية مع الشارع في حال تم رفع اسعار المحروقات .
بدأت الالحان على لحن واحد ، في الوكالات الاخبارية و القنوات الفضائية تمهد لرفع أسعار المحروقات .
تقرير في إحدى القنوات الفضائية أظهر ردود فعل “باردة” تجاه رفع الاسعار ، و كأنه شارع لا حول له و لا .





و كما جاء في كتاب علم النفس الاجتماعي ” لسامي محسن و فاطمة النوايسة” عن الشائعة الوردية و هي عبارة عن أخبار وهمية، ولا أساس لها من الصحة، عن تحسن الحالة الاقتصادية للبلاد أو تحقيق إنجاز معين للدولة؛ ولكن الهدف منها هو رفع الروح المعنوية للشعب وإعطاءه المزيد من الأمل، وانتشاله من الإحباط للتماسك النفسي.
ظهرت الشائعة الوردية حين صرح رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية خالد طوقان حول عظمة وجود اليورانيوم الذي سيضيئ الاردن 80 عاما.
لا أحد يجروء على التشكيك في وجود اليورانيوم اما موضوع امكانية التحكم بالموارد فهو طرح اخر .





إلتهمَ الظلام ألسنة الشعب و ارتفعت الاسعار .. و نام الشعب ليلته في الأمن و الأمان …
تزاحمت اشارات التنبيه للتوافد الى محطات الوقود “ليلة الرفع ” لملئ خزان الوقود لمن أثقلت نفوسهم بسقطات حكومات كانت الضرائب حبل النجاة لها، لتواسي نفسها بآخر قطرة ترشفها من السعر القديم و كأنها تنتشي نشوة انتصارٍ و اقتناصٍ من وحش يكسِرُها في كل مرة .





عقيدة الصدمة.. هذا ما تفعله الحكومات بالشعوب لتمرير ما تريد





تعلم المسؤول في كل مكان كيفية الاستفادة من تجارب هزت العالم و كانت الصورة فيها مأساوية لكن حقيقة الامر أنها طوعت لخدمة مصالح لا يمكن تحقيقها الا بعد هزة قوية . أحداث 11 سبتمبر العالم التي وقعت على نحو مفاجئ وصادم، أبرز دليل على تمرير عقيدة الصدمة لتبرير الحرب على الإرهاب في أفغانستان ثم العراق.
مثل تصريح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق هنري رامسفيلد في خطاب له يوم 10 سبتمبر 2010 قبل ساعات فقط من قصف البنتاجون ومبنى التجارة العالمي … «حرب ضد سياسة البنتاجون البيروقراطية»





أما في الأردن فالتجربة أصغر قليلا ..
بعد جس النبض و الشائعات الوردية التي قد تزداد مع الايام بازدهار الوضع الاقتصادي و الغنائم القادمة على البلد و فرص العمل و كأن القدر سيقتطع جزءً من حلاوته و يرمي بها الى قلب الاردن ليتغير حال المواطن فيها ، ابدع المسؤول الاردني بخلق ” عقيدة الصدمة ” و هي تلك الحركة الذكية الخبيثة التي تتبعها بعض الحكومات ، سياسة تقتضي افتعال أزمات وكوارث في المجتمع لإجباره على قبول قرارات سياسية أو اقتصادية تحت تأثير الصدمة النفسية.
فاستندت الصدمة على الشائعة الوردية و بالمانشيت العريض وبادرت الطبقة الثرثارة الى نشر الاخبار.





أخبار كانت جيدة، ولكن “الصدمة” بعدها طغت على “إيحابيتها”، ومن تلك الأخبار مثلاً “تحويل ملف “النووية الأردنية” إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد “، و”تحويل حسابات الدائرة المالية في مؤسسة أخرى إلى هيئة النزاهة ومُكافحة الفساد”.





لا يمكنني جلدُ الشركة النووية الأردنية بقدر معرفة نووية فساد القائمة الطويلة العاملة في بعض المؤسسات لمن يتقاضى راتبا وهو في سريره أو المبالغ الكبيرة عن طريق شراء الخدمات ..اكتشاف رهيب اكتشفته فجأة تلك اللجان تزامنا مع رفع أسعار المحروقات “شماعة الفساد”.





و كما جاء في كتاب عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث للكاتبة نعومي كلاين
سيتحتم على الحكومة خلق المزيد من الكوارث او الصفحات الصفراء و احداث تشبه ” كلام نسوان باب الحارة “
مستغلة كارثة، سواء كانت هجوماً إرهابيا، أم انهياراً للسوق، أم حرباً، أم تسونامي، أم إعصارا، أم هبوط مفاجئ لأهل المريخ على جبل نيبو من أجل تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية يرفضها السكان في الحالة الطبيعية .
هكذا تصنع الفخاخ للشعوب “احداث فوق السطح و قرارات جوهرية تمرر من تحت السطح ” .
أين المشكلة ؟؟
فالظلام يسري ليل نهار .. و الذئب يتجول بين الاغنام و الراعي يعزف لحن مزماره مغمضا عينيه .
يقول أنيس منصور كي لا تموت مرتين لا تعود لمن خذلك ، و هذا الشعب مات مرات و مرات لانه بكل مرة يؤمن بحكومة قادمة و يصدق حكومة مغادرة ، فمتى سيعكس عزرائيل لعبته !!