المحامي زيد النابلسي يكتب : كذبة بيع البترا مؤشر خطير !

الكذب الذي يروّجه البعض عن بيع الحكومة لمدينة البترا الأثرية هو جزء من عادة أردنية أخشى أنها تغلغلت وتفشّت حتى تكاد أن تصبح طبعاً من طباعنا وجزءاً من شخصيتنا، ألا وهي النظرة السوداوية التي تشكك في كل شيء وتصدر الأحكام الجائرة دون أدنى درجة من التحقق أو امتلاك المعلومات…
مثلاً – وهذا مثال واحد فقط من بين عشرات الأمثلة – يقول لك السوداويون أن الحكومة باعت مطار الملكة علياء، وهذا كلام فارغ، فالاتفاق هو أن تأتي شركة عالمية متخصصة وتنفق المبالغ الطائلة (ما يفوق المليار دولار) من جيبها لبناء مطار عصري وحديث يليق أن يكون بوابة هذا البلد وتقوم بإدارته وتشغيله ورفد الخزينة برسوم وضرائب سنوية هائلة، ومن ثم بعد مرور سنوات كافية لاسترداد استثمارها، يصبح هذا المطار الفخم ملك خالص للدولة الأردنية…
هذا المشروع الناجح تحول عن طريق الجهل والتهويل إلى وقود الحاقدين للافتراء من أجل الافتراء، وقس على ذلك العديد من المشاريع الأخرى التي يتحدث عنها من لا يفقه بها شيئاً…
أنا لا أقول أن الفساد والترهل وسوء الإدارة غير موجودين وأن الأمور وردية، ولكن الافتراء والغوغائية في إصدار الأحكام هي الأُخرى أيضاً لا تبني أوطاناً ولا تخدم قضية ولا تفيد أحداً…
الحقيقة يجب أن تكون هي مبتغانا جميعاً، إلا أن هنالك فئة من الناس لن تصدق الحقيقة ولو رأتها بأم أعينها حتى ولو انفتحت أمامهم أبواب السماء وظهرت ملائكة تؤكد لهم ما ينكرونه، فالسلبية المفرطة والتشكيك المزمن وتحوير الوقائع أصبحت عادة وطبع وتحولت إلى طريقة مدمرة في التفكير والنظر إلى الأمور…
يبدو وللأسف الكبير أننا بتنا بأمس الحاجة لإصلاح النفوس والعقول والضمائر والقلوب في هذا البلد بنفس حاجتنا للإصلاح السياسي والاقتصادي، بل وربما أكثر بكثير…



















