+
أأ
-

د.رامي الحباشنة : هل فقد المجتمع القدرة على تحديد مصيره ؟

{title}
بلكي الإخباري





_ تدور هذه الفكرة في أذهان العديد من الأفراد الذي يقبضون على شيء من الوعي و الذين يؤلمهم ما صار إليه حال المجتمع ، ويقرأون المشهد من زاوية الصراع الداخلي لديهم بين تفكيرهم خارج دائرة متطلبات الحياة البايلوجية من طعام وشراب ومسكن ومتطلباته الحياتية " وهي مهمة بالتأكيد" ، و في نفس الوقت إعتقادهم المطلق بأن هذه الدائرة تخص الجسد دون العقل الذي يجب أن يبحر في مدى أوسع يدرك من خلاله أن أهمية وجودنا اكبر منها بكثير ويدرك أكثر فداحة الألم الإجتماعي من جهل مركب وإستعمال الذهن الاجتماعي بصورة سلبية بات يسيطر عليها الوهم والمظاهر الكاذبة والصراع على توافه الأمور .





_ ما يخفف من حدة هذه الحالة أنها في النواميس الاجتماعية نوقشت عبر التاريخ ومرت بها مجتمعات لكن للأسف أن هذه الأفكار والنقاشات بطرقنا التعليمية باتت تصدر على أنها نوع من " الترف الفكري" والفلسفة التي ليس لها أي داع .





_ هل هذه الشرائح التائهة والقلقة من الناس هي " البروليتاريا المعزولة" كما أطلق عليها المؤرخ ارنولد تونبي ؟ والبشر الذين تحولوا إلى الآلية بدلا من الحرية ، أم هي معادلة التحدي والاستجابة التي تثبت بأن المجتمع لن يتقدم ويقدم أي استجابات لأنه لا يملك الوعي بخطورة تلك التحديات التي تواجهه أصلا ؟





_ أم أنها العصبية التي وثق لها إبن خلدون بألتفاف خاطىء نحو أفكارنا المتطرفة حول الدين والقبيلة بأنغماس في الأنانية والمنافسة والتحاسد المتبادل التي أرهقت الخلق في جهد لو بذل على البناء والعلم لكنا في مصاف المجتمعات المتقدمة .
_ أو أنه التحدي " الروحي" الذي تحدث به مالك بن نبي وتحول النخبة المبدعة إلى استثمار ابداعهم في تنفيذ مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة ، وغياب تلك الحركة الوازنة بين الإنسان والأرض والوقت فكلها أصبحت تناط باللامبالاة التي كان المجتمع من أول ضحاياها !