ضرغام الخيطان : ترمب يتنمر على دول العالم الثالث

عندما يتحدث ترامب بعد خروجه من المحكمة وعودته إلى فلوريدا بكل ما لديه من فجاجة واستعلائية مقيته ما عليك إلا أن تقف أمام حديثه بكل جدية تحليلية لقرأة الواقع الأميركي المتأكل والمنحدر نحو خانة العجز والسقوط
نعم لقد بدأء ترامب حديثه بتشبيه ديمقراطية أميركا بدول العالم الثالث مستهزئا بها ومنتقصا من قيمتها ووجودها
ولكونه تاجر وابن سوق فهو لم يسأل عن أصل السلعة بل سعرها
متناسيا بأن اهم مفكري علم الاجتماع الاقتصادي كارل ماركس توصل من خلال بحوثه الجدلية لقيادة عملية التغيير نحو العدالة ومكافحة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان
بمقولته الشهيره بأن الاستعمار يصنع من المستعمرات دولا تشبهه أو على شاكلته
فسرد بعض خبائث القضاء الرأسمالي مثل شراء الشهود بالمال وكيفية تعيين المدعي العام وفصل بعناوين مركزة عن عجز أميركا وإمكانية سلوكها دروب الانهيار
ترامب قال نصف الحقيقة ولكن الحقيقة الكاملة تقول بأن من يقودون أميركا قتلة ومجرمين حيث قال بأن عائلة بايدن عائلة مجرمة ولم يفصح عن أكثر من ذلك
ولكي يعود بحملته الانتخابية لرئاسة 2024 بكل قوة ذكر بأنه سيعيد الالق للأمة الأميركية الفاشلة محذرا من التحالفات الدولية الجديدة على الساحة الدولية معلنا بأنه هو المؤهل للوقوف بوجهها
مع العلم بأن ما سرده من عوامل انهيار أصبحت جزءا مهما من بنية الدولة الأميركية وأنها فقدت ثقة شعوب العالم بديمقراطيتها الزائفة وثقافتها العنصرية والاكثر وحشية
وعندما نخوض في تفاصيل تحليل الخطاب بعمقه
نستطيع القول بأن ترامب في دفاعه عن نفسه أعلن فعليا عن انهيار الهيمنة الأميركية ومغادرتها مربع اللاعب الاول في السياسة الدولية
واصبحنا أمام مرحلة جديدة من العلاقات الدولية والتي قد تصل للحسم باستخدام الوسائل الاكثر عنفا مثل الحرب احيانا
فالراسمالية المتوحشة لا تهمها الإنسانية وحقها بالحياة الكريمة فالمهم لديها هو مصالحها وقدرتها على الهيمنة والاستحواذ على كل ثروات العالم
لقد سمعنا خطاب ترامب المتعجرف وها نحن ننتظر رد بايدن العجوز المتردد
لعلنا نتسلح بفكرة لتحليل كيفية انهيار إمبراطورية الشر الأميركية وبشكل واضح وقريب من الواقع



















